(موكب الكرامة) الذى شهدته الخرطوم امس وشارك فيه الالاف للتنديد بالتدخلات الخارجية ورفض التسوية المرتقبة اتتج معادلة جديدة فى الواقع السياسي ووضع رسائل مهمة فى بريد الجميع اشدها لهجة كانت من نصيب الساعين لابرام صفقة ثنائية بين العسكر والمدنيين.
اهم هذه الرسائل كانت فى بريد الجنرال الفريق اول ميرغني ادريس ومن لف لفه من العسكريين والمدنيين الذين يحاولون اعادة عقارب الساعة للوراء بالسعي لابرام صفقة تعيد قوى الحرية والتغيير الى الحكم منفردة خلال الفترة الانتقالية واهمال بقية القوى السياسية والمجتمعية الاخرى ب( استثناء المؤتمر الوطني).
نعلم انه ليس من حق احد ان يرفض مشاركة قوى الحرية والتغيير التى تتوددون اليها طمعا فى حب الاجانب وسعيا لارضاء السفارات فى اية توليفة حكم قادمة تجمع اطيافا من السودانيين بانتماءاتهم المختلفة، ما نرفضه هو ان تستاثر (قحت) بتسوية تعيدها (منفردة) الى الحكم مرة اخرى رغم الرافص الواسع لعودتها من جديد.
نقول للجنرال ميرغني ادريس ومن يسعون معه لتفاوض مع المدنيين يختزل الوطن فى اشخاص سقطوا من نظر الناس بعد ان حكموا فظلموا وتجنوا على العدالة وقتلوا الحريات واهلكوا الحرث واحالوا حياة المواطنين الى جحيم.. لماذا تريدون سعادة الجنرال القاء كل المبادرات والكتل صاحبة الرصيد الحي وسط القوى السياسية والمجتمعية فى سلة المهملات ، وجعل السودان ضيعة يسرح ويمرح فيها الناشطون من (ابناء السفارات ) ، واصدقاء و(عملاء الخواجات).
اليك وقد تنامى الى علمنا انك الجنرال الذى يحاول ان يلعب دور حمامة السلام مع قوى سياسية تشتم جيشه ليل نهار وتعمل على تجريمه وتخوينه وتفكيكه ووضعه فى مزبلة التاريخ.
اليك سعادة الجنرال وانت تنصب نفسك (واسطة خير) بين قائد جيشك وصديقك البرهان وبين من يسعون الى اسقاطه وارساله ( للدروة) او (كوبر) هو وبقية اركان حربه من اخوانك العسكريين الذين يتوعدونهم بالمشانق والويل والثبور وعظائم الامور..
الىك وانت تصر على ان تبصق على تاريخك المشرق فى خدمة الجيش بالسعي الى ابرام تسوية لرفقاء الخنادق والبنادق مع من يشككون فى وطنية الجيش ويستعدون عليه السفارات ويرتمون فى احضان البعثات الاجنبية، يحرضونها ضد افراده ومؤسساته ويتبارون فى سبه وشتيمة البرهان وجنده شعارهم الدائم( معليش معليش ماعندنا جيش)…
اليك يا ميرغني ومن تصعر لهم خد الوطن ليلطمونه مرات اخر، وتسعى بينهم والجيش ل(تسوية عرجاء) هم الذين تباروا فى شتيمتك وتخوين منظومتك الدفاعية، واتهامها بتوجيه سلاحها واموالها نحو صدور الثوار وشعب السودان، اليك وانت الهدف الذى انتاشته مواقفهم وبياناتهم ومنصاتهم بدعاوى تجنيب الاموال وتخريب الاقتصاد والاستئثار بخيرات البلد وتوجيه اموالها لقتل الناس..بربك كيف تسعى بين الجيش ومن يستهدفونه يوميا بالشعارات والهتافات ويرمونه بحجارة من سجيل.
هل تعي ما تفعل يارجل،نجحت التسوية ام فشلت سيسجل التاريخ انك حاولت استنساخ تجربة الفشل من جديد، وسعيت لتقبيل الايادى التى صفعت وجه الجيش وشتمته وحولته الى اضحوكة يتندر بها الناشطون، واهملت قوى السودان الحية واختزلت البلاد فى مجموعة ناشطين تحركهم السفارات ب(الريموت كنترول) .
هل نسيت حينما خرجوا فى تلفزيون الدولة واعلنوا ان يد الجيس ملطخة بدماء الابرياء، وانكم جيش يقتل شعبه ، الا تذكر كيف خرجوا يستنفرون الشوارع لحمايتهم من القوات المسلحة، الا تذكر كيف دعوا الى تفكيك الجيش وسبوه وتوعدوا قادته بالمشانق.
سيكيدون لك ولمؤسستك العسكرية ومنظومتك الدفاعية كيدا مهما فعلت وستكون وكل من ارتبط ب(الكاكي) هدفهم الاول حالما داتت لهم السلطة التى لم يحسنوا ادارتها فنزعها٨ الله منهم واخذهم اخذ عزيز مقتدر..
الجنرال ميرغني ادريس لاتعيد انتاج الازمات مرة اخرى، الحل فى توافق لايقصي احدا، وفى (حكومة تكنوقراط) تقود البلاد خلال الفترة الانتقالية الى صناديق الانتخابات.
ستسقط الحرية والتغيير خلال ساعات ان عادت الى الحكم مرة اخرى، اسمعوها منى ستنتفض الولايات وتتخندق القوى السياسبة ، ستشتعل الشوارع، وتمتلئ الطرقات وتعود المتاريس، ولن يصمد اي اتفاق ثنائي يقود الحرية والتغيير الى المشهد مرة اخرى..
التاريخ لن يرحم يا سعادة الجنرال فقل لى بربك: ( شنو العاجبك فى قوى الحرية والتغيير،) ، وما الذي يغريك على الابحار ضد تيار الشارع، ربما تكسب ود ( الخواجات) ولكنك ستفقد ( شعبك) الذى مازال يتساءل ترى ما الداعي الى التسوية واعادة انتاج الازمات والعودة بمن ركبوا التغيير زورا وقتلوا روح الثورة وفشلوا فى ادارة البلاد حتى اورثوها الدمار والانهيار.
السؤال اذا كانت عودة (قحت) منفردة الى الحكم سباحة ضد رغبة وتطلعات الشعب، فلمصلحة من يعمل الجنرال ميرغني ادريس ومن لف لفه من مهندسي التسوية المزعومة..
اتقوا الله فى هذا البلد واهله.. فقد ارهقه ( تجريب المجرب) .. وقديما قال اينشتاين:
(من الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج مختلفة وأنت تكرر نفس الشيء)٠