إنّ التفكير في إعادة إعمار وبناء إقليم دارفور الذي عاش فترات الصراعات والحروب يتطلب تضافر الجهود وإخلاص النية سواء من خلال المواطنين أنفسهم أو رجال الدين وأجهزة الإقليم التنفيذية والأمنية و رجال الأعمال وأطراف العملية السلمية ومؤسّسات المجتمع المدني والشباب والمرأة وغيرهم من أجل الإعداد لمرحلة جديدة لبثّ أجواء من الأمل ولكن قبل ذلك كلّه هناك درب طويل وشاق وصعب، ولكن لا بدّ من سلوكه حتى النهاية وهو طريق الخروج من بوابة قبلتي قبلتك وحزبي حزبك ولوني لونك نحن أحزاب وديل حركات ديل قحت وهذا لجان مقاومة والعمل على تطبيق العدالة وإكمال المصالحة المجتمعية والترتيب الجاد لعودة النازحين واللآجئين وتأمين حياتهم بالإضافة إلى إصلاح النسيج الإجتماعي ّ.
إقليم دارفور يتطلب إعادة بناء الإقتصاد ومؤسساته التعليمية والأمنية والصحية والخدمية وتأهيل البنية التحتية ومشروعات المياه والكهرباء وسفلتت الطرق حيث أن واقع البلاد المعقد يفرض على الجميع في مناطق الإقليم كافة تنظيم أنفسهم أفراداً وجماعات بشكل مؤسّسي من أجل العمل و بداية طريق جديد نحو إعادة الإعمار و تحقيق السلام الشامل والتنمية والرفاه والأمان الإجتماعي لجميع الإقليم الذي لا يخلو من ثروات وموارد ضخمة .
إنّ سنوات الحرب قسمت من الإقليم كثيراً حيث النزوح واللجوء وهجرة شباب الإقليم إلى مختلف دول العالم وتدني الإقتصاد وتهتك النسيج الإجتماعي، الأمر الذي ساهم في تدمير مؤسّسات الإقليم بالإضافة إلى تعطيل كلّ مقوّمات الحياة المرتبطة بإحتياجات الناس وتدني عجلة التعليم، وانطلاقاً من هذا الواقع المرير علينا جميعاً من إدراك واقع الإقليم الإستثنائي المختلف تماماً بما يحدث في المركز وأن الإقليم لن يوحّده ويعيد إعماره سوى أبنائه الذين عانوا ما عانوه من ويلات الحرب وفي سبيل ذلك على كلّ فرد أن يبدأ في إطار مجتمعه المحلي ومن ثم على مستوى الولايات الخمس و المحليات والقرى والفرقان والبوادي حتى تشمل جميع الإقليم من خلال تنظيم ورش وجلسات ولقاءات حوارية وتفاكرية تستشرف آفاق المستقبل وتبحث موضوع إعادة الإعمار والخروج من دوامة الصراعات والحروب والإقتتال المتبادل فإقليم دارفور تكفيه من الحروب الإقتتال المتبادل بل تكفيه الفتن والآن آن الأوان في قفل باب الأجندة السياسية التي كانت تمرر بجلباب القبلية، الأمر الذي ساهم في أرهق أرواح البشرية .