أن السودان دولة مستهدفة في وحدة أراضيها ليس حديث للإستهلاك كما يتحدث البعض إنما حقيقة يجب أن نضعها في الإعتبار والمرحلة التي يمر بها السودان الآن من انقسامات حادة وسط القوى السياسية وارتفاع صوت القبلية واستخدامها كوسيلة لتحقيق المصالح الخاصة دون الوضع في الإعتبار تأثير ذلك على وحدة وسلامة البلاد إضافة إلى ذلك انخفاض روح الوطنية لدى السودانيين بل منهم من لا يتوارى خجلا من أنه عمل ضمن المشروع الذي يستهدف البلاد سواء بتسريب معلومات تخص الأمن القومي أو بتقديم تقارير ربما معظم المعلومات الواردة بها غير صحيحة هذه المرحلة أكثر مرحلة تتيح المجال أمام الساعين لتفتيت السودان في ظل وجود بعثة سياسية أممية بطلب السودان نفسه لذلك تراقب الأوضاع في السودان وتتدخل متى ما رأت أن الوضع بحاجة لتدخل البعثة وان كانت هنالك بعض التحفظات على تحركات بعثة الأمم المتحدة يونيتامس.
اعتقد ان وضعت وحدة البلاد وسلامتها كخط احمر لدى السودانيين والاتجاه نحو التوافق الوطني بلاشك سنتخطي هذه المرحلة المعقدة لكن للأسف الآن نرى أن قيادات العمل السياسي وقيادات منظمات المجتمع المدني جميعهم يتحدثون ويهتمون بمواضيع انصرافية لا أحد منهم يتحدث عن كيان الدولة الموحدة واستقلال مواردها الاستقلال الذي يحقق للسودانيين التنمية والتقدم والتطور ولا يخفى على أحد ما يتمتع به السودان من موارد كما لا يخفى على أحد أطماع الدول العظمى التي تبحث عن موطئ قدم لها فيه، يمكننا أن نستفيد من طموح هذه الدول من خلال التعاون معها بما يحقق للسودان من مكاسب تنعش اقتصاده وتسهم في تنميته وتطوره وهنا لابد من أحكام السيطرة ومكافحة التهريب وتحديد عقوبات صارمة ورادعة لكل من تسول له نفسه العبث بموارد البلاد فوق كل ذلك لابد من رفع الحس الوطني والتوعية والإدراك بالمخاطر التي تحيط بالسودان وتهدد وحدته سيما مسألة استخدام القبيلة والتهديد بالانفصال هذا يعمق من الفجوة بين السودانيين ويجعل أرضهم سهلة المنال لكل طامع فيها.
عجبت لبعض الحديث والتعليقات حول خطوة بعض الضباط المتقاعدين بتكوين كيان الوطن العسكري وتفسير هذه الخطوة بأنها صنيعة من المكون العسكري للتخلص من الحركات المسلحة ونسف الاتفاقية والتنكر لها هؤلاء نفسهم كانوا يتحدثون عن ضرورة إلغاء الاتفاقية، لا أريد أن أنصف خطوة الضباط المتقاعدين وقد استنكرتها وتعجبت لها لأنها جاءت من عسكريين الأولى أن تأتي منهم خطوات تعزز وتدعم القوات المسلحة في هذه المرحلة وهي التي يقع على عاتقها حماية البلاد لأنهم وبصفتهم عسكريين وما تشبعوا به من قيم ومبادئ القوات المسلحة في حب الوطن ينبغي أن يكونوا أكثر وعياً بالمخاطر والمهددات التي تحيط ببلادنا وكثير من سياسيي بلادي يعرضونها للبيع ويقدمون الفرصة على طبق من ذهب لأصحاب مشروع تقسيم السودان إلى دويلات، أرى أن المشروع يمضي بسرعة وأن ظلت القوى السياسية تمضي في ذات اتجاه تقديم المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة وحدة البلاد بلا شك أن المشروع سيصبح في القريب أمراً واقعاً وحينها لا أحد يستطيع أن يعيد المشهد إلى الوراء قليلاً كما لا ينفع الندم كذلك.
العداء للمؤسسة العسكرية والسعي لتفكيها أولى خطوات إنفاذ مشروع تقسيم السودان ودماره لأنها هي صمام الأمان فهي ليست حكراً لجهة أو قبيلة انما هي ملك للشعب السوداني ومن رحمه، فالقوات المسلحة قوات عسكرية قومية التكوين والهدف ولاؤها لله والوطن وبموجب المادة(6-ب) فإنها معنية بتأمين سلامة البلاد والدفاع عنها في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، والآن ما أكثر التهديدات الداخلية والخارجية فيجب على السودانيين أن يتفقوا ويتوافقوا جميعاً على حماية البلاد.
السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو التوافق الوطني والعبور بالفترة الانتقالية إلى غاياتها واتجاه القوى السياسية لإعداد نفسها لما بعد الفترة الانتقالية وممارسة الديمقراطية بالصورة الصحيحة وإرساء قيمها بين السودانيين