مشاهدات مونديالية ( ١٨ ) …
ملحمة المشتاق لاختراق الآفاق
بحروف الذهب .. المغرب يكتب مجد العرب ..
*********************************
بقوارب عليها راياتٌ حمراء ترفرف بأمجادهم وتتحدث عن بطولاتهم، ومع أشواق الملايين والأكف المتضرعة من المحيط إلى الخليج عبروا الفاصل بين الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في طريقهم إلى بلاد الأندلس مقتفين أثر القائد الأسطورة طارق بن زياد وكلهم عزمٌ لفتح القلاع واجتياح المدن والتوغل إلى قلب جزيرة إيبيريا لرفع علمهم خفاقا هناك ..
جلس (الركراكي) على أريكة موسى بن نصير يراقب تقدم مفارز أسود الأطلس يشحذ هممهم ويوزع الأوامر للمهاجمين والمدافعين وميسرة الفريق وميمنته وحتي للواقفين في المدرجات الذين أضناهم الشوق للفرح وعربدت بهم أحلام العبور.. كانت مدن المغرب وكل بلاد العرب قد اشتعلت حماسا واصطبغت باللون الأحمر القاني، فاليوم من أيام تاريخها، واليوم من أيام مجدها ، فلقاء المغرب وإسبانيا له طعم ولون ورائحة خاصة، فالتاريخ يلقي بظلاله على الدولتين رغم الماء الممتد بينهما وكان لزاما على الأسود أن تمشط الغابة بجسارتها المعهودة وتأتي بالطريدة حية لاهثة الأنفاس ..
دخل أسود الأطلس الملعب وهتاف يوسف بن تاشفين يتردد في المستطيل الأخضر يلهب حماس اللاعبين والمشجعين في المدرجات، قادوا الهجمات بعد أن نصب الركراكي الملاذات التي تصد نبال الإسبان وتبطل سحر سيطرتهم على الميدان..
الإسبان نزلوا الملعب بعقلية مصارعي الثيران وأمجادهم الكروية لكن لاعبي المغرب قعدوا لهم كل مرصد طوال ساعتين بكل الشراسة والصمود والكبرياء وكانت قلوبهم تردد: النصر أمامنا والقلوب الصادقة وراءنا، ولن نعود من معركة العبور هذه إلا بنصر مؤزر ترتج له جنبات الوطن العربي الكبير ويدخل الفرح حتى في نفوس الأجنة في الأرحام.
كان حارس مرمى أسود الأطلس ( بونو) طودا أشم وجبلا تكسرت عنده نصال الأسبان ، شتت حلمهم وزرع الحنظل في حلوقهم وجعل أنريكي يجلس القرفصاء بحلق ناشف وعيون زائغة لا يدري أهو في حلم أم خيال …
شكرا أسود الأطلس صناع المجد .. كنتم أبطالا .. كنتم فرسانا..كنتم بحجم الأمل والعشم والرجاء.