إصطفاف الكواكب.. حدث فلكي نادر يزين السماء في هذا الموعد وطرق مشاهدته
متابعة ـ آخر خبر
ـ يترقب عشاق الفلك ظاهرة استثنائية يوم 28 فبراير، وهي اصطفاف الكواكب حيث ستصطف سبعة كواكب في مشهد نادر يمكن رؤيته بالعين المجردة، وخلال هذا الحدث، سينضم كوكب عطارد إلى كل من الزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، في محاذاة كوكبية نادرة تثير اهتمام العلماء وهواة مراقبة السماء.
اصطفاف الكواكب ليس مصطلحًا علميًا دقيقًا، بل تعبير عامي يشير إلى ظاهرة يمكن خلالها رؤية عدة كواكب في وقت واحد في سماء الليل.
تحدث هذه الظاهرة عندما تصطف الكواكب ظاهريًا من منظور الأرض، لكنها لا تكون بالضرورة على خط مستقيم تمامًا في الفضاء.
تدور جميع الكواكب في نظامنا الشمسي حول الشمس ضمن مستوى مداري مسطح تقريبًا يُعرف باسم مسار الشمس، لهذا السبب، عندما تصطف الكواكب أو تقترب ظاهريًا من بعضها، فإنها تظهر دائمًا على طول هذا المسار في السماء.
أنواع محاذاة الكواكب
1. محاذاة صغيرة – عندما تصطف ثلاثة كواكب أو أكثر بشكل جزئي.
2. محاذاة كبيرة – عندما تظهر معظم كواكب المجموعة الشمسية في قوس واحد.
3. محاذاة كاملة – وهي نادرة جدًا، حيث تصطف جميع الكواكب تقريبًا على نفس الجانب من الشمس.
متى وأين يمكن رؤية هذا الحدث؟
في ليالي الشتاء الصافية لشهري يناير وفبراير، يمكن رؤية ستة كواكب في السماء، لكن الحدث الفريد سيبلغ ذروته في 28 فبراير عند ظهور عطارد بجانبها، ورغم أن الكواكب لن تصطف في خط مستقيم تمامًا، فإنها ستشكل قوسًا عبر السماء، مما يوفر فرصة ذهبية لمحبي الفلك لرصدها بسهولة مع الاخذ في الاعتبار أن الزهرة والمريخ والمشتري وزحل هي كواكب ساطعة، بينما يتطلب رصد أورانوس ونبتون استخدام التلسكوب أو المنظار.
لماذا هذا الحدث مهم علميًا؟
بالرغم من أن اصطفاف الكواكب لا يؤثر بشكل مباشر على الأرض، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية ارتباطه بدورات النشاط الشمسي، ففي عام 2019، اقترح علماء أن جاذبية الكواكب مثل الزهرة والأرض والمشتري قد تؤثر على النشاط الشمسي من خلال تحفيز موجات داخل الشمس، تُعرف باسم «موجات روسبي»، والتي قد تلعب دورًا في دورات النشاط الشمسي التي تستمر 11 عامًا، وفقًا لتقرير نشرته BBC.
كيف يساعد اصطفاف الكواكب في استكشاف الفضاء؟
تلعب محاذاة الكواكب دورًا رئيسيًا في استكشاف الفضاء، حيث يتم استخدامها لتوفير دفعات جاذبية للمركبات الفضائية، مما يقلل من زمن الرحلات بين الكواكب؛ المثال الأبرز على ذلك هو مهمة فوييجر 2 التي استفادت من محاذاة نادرة عام 1977 لزيارة المشتري وزحل وأورانوس ونبتون خلال 12 عامًا فقط، مقارنةً بـ 30 عامًا في الظروف العادية.
تأثيرات المحاذاة على اكتشاف الكواكب الخارجية
تُستخدم ظاهرة المحاذاة الفلكية أيضًا في دراسة الكواكب خارج المجموعة الشمسية، حيث تعتمد طريقة «العبور» على مراقبة التغيرات في ضوء النجوم عند مرور كوكب أمامها.
نظام Trappist-1، الذي يضم سبعة كواكب بحجم الأرض، يُعد مثالًا بارزًا على هذه الظاهرة، حيث مكنت عمليات العبور الفلكيين من تحليل الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية والتعرف على تركيبتها الكيميائية.
هل يمكن أن تساعد المحاذاة في البحث عن الحياة الفضائية؟
في عام 2024، استغل باحثون محاذاة كواكب نظام Trappist-1 للبحث عن إشارات اتصال بين الكواكب، على غرار الاتصالات بين الأرض والمريخ.
رغم عدم العثور على أي إشارات حتى الآن، فإن هذه الفرضية تفتح آفاقًا جديدة في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
كيف تستعد لرصد هذه الظاهرة..؟
إذا كنت ترغب في مشاهدة هذا الحدث النادر، فابحث عن مكان بعيد عن التلوث الضوئي، واستخدم تطبيقات تتبع النجوم لتحديد مواقع الكواكب في السماء، ويفضل الرصد بعد غروب الشمس أو قبل الفجر، عندما تكون الظروف مثالية لمشاهدة هذا العرض الفلكي الفريد.