آخر خبر
اخبارك في موعدها

✍️ الزبير نايل .. يكتب: مشاهدات مونديالية (20) البرازيل … رغم دموع العشاق فالحبُ باقٍ .. !!

مشاهدات مونديالية (20)

البرازيل …
رغم دموع العشاق فالحبُ باقٍ ..

عندما يترك الرجال والنساء والأطفال ما بأيديهم، وتسكن العصافير على الأغصان ويتوقف رفيفُ أجنحة الفراشات ويهدأ مدُ وجزرُ البحر لمتابعة مباراة ٍ في كرة القدم، فأعلم يا رعاك الله أنك في البرازيل.

هؤلاء السحرة الذين فتنوا العالم بعزف أقدامهم ورشاقة حركتهم ولونهم الحِنطي الذي كان نتاج تمازج أعراق وشعوبٍ متعددة، ما نزلوا ساحة ً إلا واصطف الناس بجانبهم باذلين لهم حبا دافقا وإعجابا مذهلا وكأنَّ دمُهم تفرق وتدفق في عروق كل شعوب العالم..

ولأنهم من بلاد الأمازون أرض المياه وغابتها المطيرة والتي تعتبر الرئة التي تتنفس بها الأرض وتنتج معظم الأوكسجين إكسير الحياة للبشرية، فهم يضخون في رئات محبيهم جزءا من تلك الأنفاس الحارة النقية تُبقي الهيام قائما..

ما سر هذا البلد الذي سحر العيون والقلوب، أهي الملاحةُ والوسامة الباذخة لشعبه أم الخضرة اليانعة التي تكسو أرضه أم المياه التي تغطي مساحاته؟ في ظني كل ذلك مجتمعا أنتج لنا هذه اللوحة المسماة البرازيل والتي جعلت ألسنة الناس تتحدث منذ الصباح الباكر عن مباراة البرازيل دون أن يعرفوا حتى الفريق الخصم.

اصفرّت المدرجات وعلا الهتاف وكان الوعد أن تكون الليلة لرقصة السامبا وتبادل أحاديث الغرام بين العشاق لكنّ ريحا هبّت من منخفضات زغرب أحرقت حقول قصب السكر وحطمت معازف راقصي السامبا …

امتلأت مآقي المحبين بالدموع وسالت دمعةٌ على خد حسناء برازيلية ضاعفت أوجاعهم ومع ذلك رددوا سرا ” نحن على العهد معكم حباً لا تذروه عواتي الرياح” وردت عليهم فرقة نيمار “لقد خرجنا من المونديال لكنَّ محبتَكم كانت هي التاج والكأس )…

 

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.