آخر خبر
اخبارك في موعدها

✍️ فاطمة عبدالله .. تكتب : ” ارتحال من قبل الرحيل”..!!

 

 

صرخ احد المارة انتبه..وقد انتبه..ولكن..!!

بعد فوات الاوان،،وعلي الطريق تبعثرت وريقات نقدية بالية ملوثة بدماء المعاناة.

كان يسير بخطي متثاقلةواهنة،،بمحازاة الرصيف،تجول براسه هموم لاحصر لهابذهن شارد،،شرع بعملية حسابية معقدة،،امسك بكلتا يديه حفنة اوراق نقدية كان يقلبها بقلق واضح علي تقاسيم وجهه الشاحب المرهق،،ملامح البؤس والشقاء تجسد صورة حاله حذائه المهترئ وقميصه المجعد غير المهندم ،،بنطاله القديم،وشعره غير المرتب،،هيئته عنوان لما يعتمل بدواخله من ياس وبؤس،همس لنفسه ماالعمل،،ماذا افعل،،كيف ساسدد كل هذه الديون من كل حدب وصوب الدائنون،،تذكر وصية زوجته هذا الصباح اجلب معك الدواء،وانقبض قلبه وزفر زفرة حارة،،يا الهي كيف نسي فلذة كبده وقد تركه طريح الفراش،،امعقول ينسي امر بتلك الاهمية،،زفر ثانية بضيق،،وفور تذكره لابنه المريض اتاه صوت ابنته قبل ان يدلف من الباب،،ماتنسي يابابا اريد حلوي واريد تلك الدمية التي وعدتني بها ونظرت اليه بعينين مملؤة بعتاب طفولي برئ الم توعدني بها وببراءة اضافت اريدها مثل التي عند ميمي،،،هز لها راسه موافقا علي طلبها ولم يجرؤ بوعدها فقد انعقد لسانه امام عجزه وحبه لتلك العينان،وخرج مكتئبا عابسا،،،وقد عصفت الهموم براسه،،وتزاحمت الافكار بعقله،،كانما اصابه صمم مفاجئ ،،الصخب والضوضاء الصادره من اصوات المارة والبائعون وابواق السيارات جميعها لايسمعها ،،كانه بعالم اخر،،عالم به فصيلة اخري من البشر،،،بشر بلا افواه ولا اذان،عالم لاحياة به ولا موت،،فقط سكون والصمت الرهيب،،

سار بلا هدنه،،بلا امل،،بلا وجهة معينه،،كان فقط يسير ولا يريد التوقف كان الحركة تخفف ثقل همومه ،،انطلقت ابواق السيارات بصوت يصم الاذان ،،لم يكترث لها تارة يمشي بمنتصف الطريق وتارة اخري ينتقل للجانب الاخر ،،لم يكن ينظر حوله ،،شروده اعماه واصابه بالصمم،،،و

تمدد الجسد الواهن بلا حراك غارقا بلون احمر قاني يروي قصة قلب كان ينبض بكل الم الدنيا،،وبين لحظة سنا ضوء خافت وعتمة الابدية،،راي فيما يري النائم،،اطفال يتراكضون هنا وهناك علي اديم ارض مخضرة يانعة تملأ ضحكاتهم المرحة المكان علي انغام خطاهم الصغيرة تراقصت ازاهير البنفسج الملتفة حول خصر حسناء بارعة الجمال علي خديها عشق اطياف قوس قزح وعلي اهدابها نامت احلام عجوز هرم يودع سني عمره الراحل واهدتها الشمس خصلات من الذهب لتكتمل الروعة،،،داعبت وجهها نسمات رقيقة لطيفة كقطرات ندي علي شفاه البنفسج الولهان،،،وعلي الافق البعيد غيمة عابرة بهتت بهذا الجمال الاثر فطبعت قبلة ندية علي خد الاميرة النائمة،،،وصفقت غيمات فرحة كانت تراقب المشهد من عل ،،،،وسمت الارواح وامتزجت وعزف الحب سيمفونية الخلود،،،،

وقبل اكتمال العتمة وحلول الظلام النهائي ، ولاول مرة منذ زمن طال واستطال لم تتبدل ملامح وجهه العابس بتلك الملامح المنبسطة الاسارير،،الهادئه ،،الهانئه،،،وبدت علي محياه نضرة وضيا،وارتسمت ابتسامة رضا علي ثغر المعاناة،،وردد بقلبه ،،لاشئ يستحق العناء ،،لاشئ،،،الحب هو الحياة،،،

ودقت الاكف بالاكف،،ودمعت الاعين ،،واسترخت الروح بنوم عميق لم تحظي به منذ سنوات خلت،،،

وعادت الضوضاء وصخب هدير محركات القطار ،،هاهوذا ينطلق مسرعا لايلوي علي شئ،،يتوقف ساعة تلو الاخري بمحطاته ليخط علي،صفحات الزمان قصص الف ليلة وليلة ،،ثم يواصل مسيرته وصدي صافرته يذكرنا بحتمية مواصلة المسير والا سيتركنا حيث نحن نعاني رهق الانتظار،،،وهانزي توقفت هنيهة لاسترد انفاسي فقد ركضت الحق بالقطار الهادر حينما تاخرت بتلك المحطة التي ذلت بها قدماي فلم استطع السير وبعد صراع طويل مع الدرب الوعر اخيرا وصلت،،وبينما التقط انفاسي لمحت وجه مطل من نافذة القطار،،وجه جميل تسمرت عيناي علي محياه ونسيت ركضي وتعبي،،فهل تلك بداية قصة محطة اخري،،،،،حكاية ابتسامة قادمة من سفر طال مداه..ام هل ياتري استقل قطاري وارتحل..

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.