مشاهدات مونديالية (27)
أسود الأطلس ..
زُراع الفرح .. تحية واحتراما
***********************
الأسد يظل هزبرا وضرغاما وليثاً سواء وقف عند مدخل الغابة أو تجول وسطها، تهاب الوحوش عرينه، تتعدد أسماؤه لكنه يظل الملك المتوج حتى أصبح رأسه أكثر الرموز انتشارا في الحضارة الإنسانية …
لذلك ظلت راية أسود الأطلس مرفوعة وخيمة الفرح منصوبة وكانت مراكبهم تبحرُ هادئةً رغم عصف الرياح حتى وصلوا بنا إلى الشاطئ والمونديال يستعد لطي أعلامه غدا، وهذا لعمري مدعاة للفرح والاعتزاز لا يضيرها شيء مادام هذه الأسود تتجول في مربع الذهب …
طاردوا البلجيك عبر حقول اللافندر حتى تخوم لوكرن وغِنت..قلموا أظافر الأسبان وردوهم على أعقابهم خاسرين عبر مضيق جبل طارق ..حطموا أساطيل البرتغال وكانوا المستكشفين هذه المرة.. تعقبوا فلول الكنديين حتى أدخلوهم كهوف جبال الروكي، وتعادلت كفتهم مع الكروات.. وعند قلعة الباستيل قاتلوا الفرنسيين قتالا ضاريا لكن المحارب الفرنسي إمبابي كان مخادعا واستغل إصابات في الفريق وأحبط خطة الركراكي الذي أراد التوغل إلى قلب باريس من الأطراف…
على خلفية هذه الانتصارات المدوية دخل المنتخب المغربي النزال مع كرواتيا وصيفةِ الكأس والتي خاضتْ معركة مع الأرجنتين استطاع فيها ملك ملوك اللاتين ليونيل ميسي فرض سيطرته على زغرب وأسر القائد لوكا مودريتش..
كنا مشبعين بفرح الإنجاز والمباراة تجري وقائعها، أسود الأطلس قدموا عرضا مشرفا ورائعا يليق بالمربع الذهبي وأثبتوا علو كعبهم ونالوا الإعجاب وجعلوا قلوبنا تخفق حتى نهاية المونديال ..كانوا حقا فاكهة المونديال، وكان الجمهور المغربي الشريك الرئيسي في هذا البهاء …
لكم محبتنا فقد وضعتم تاج عز على هاماتنا …