مسار الشرق من منهجية التنفيذ إلى الدورس المستفادة…!!
تقرير: عبدالقادر جاز
الملاحظ أن واقع شرق السودان ما بعد سلام جوبا أفرز واقعا مغايرا تماما على لما هو عليه، وما نتج من تيارات مناهضة لهذا الاتفاق من كيانات مجتمعية وسياسية ترى أن هذا الاتفاق لا يمثلها بأي حال من الأحوال في ظل تعدد التدخلات الخارجية في المشهد السياسي السوداني، السؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مسار يتجه قطار (القحعسكراوية) في هذا التوقيت؟ الفشقة واحدة من مقومات الأمن الغذائي الذي يمكن أن يفتقده الغرب في المرحلة المقبلة، هل ترى أن مزاعم الصراع الأثيوبي السوداني في منطقة الفشقة معللة بمخزون الأمن الغذائي والمائي والمطامع والأجندة الخارجية أم لديك رؤية مختلفة؟
منهج الرفض:
اعترف الأستاذ الأمين داؤود رئيس الجبهة الشعبية المتحدة والقيادي في الكتلة الديمقراطية بأن مسار شرق السودان قوبل بالرفض ليس من إثنيات معينة ومحددة، وقد وصفه بالمرفوض رفضا ممنهجا صاغته الحكومة بأي حالا من الأحوال بتعطيل الفوائد التي يجنيها أهل الشرق، ولفت إلى أن شعوب الشرق مع هذا الرفض محتاجة إلى تحديد احتياجاتها الفعلية من أي اتفاق، مستطرداً بقوله: من حقك أن ترفض أي اتفاق، ولكن ليس من حقك ترفض استحقاق يعود بالفائدة للمواطن على سبيل المثال: تجميد حصص سياسية ووظائف دستورية ومدنية، معددا جملة من فوائد الاتفاق، من ضمنها إعفاء طلاب شرق السودان من الرسوم الجامعية، معتبراً أن هذه الخطوة ستنزل بردا وسلاما على الطلاب في ظل التكلفة الدراسية الجامعية العالية، مبيناً انهم استفادوا من الإشكاليات التي حدثت طيلة الفترة السابقة وما تمحضت عنه من دروس، ودعا الشعب السوداني والشرقاوي خصوصا أن يقيموا الوضع ما بعد الرفض، والذين رفضوا وغير الرافضين ما جنوه من مكاسب ذات قيمة لإنسان الشرق.
مفصلية المرحلة:
أكد داؤود أن السودان يمر بمرحلة انتقالية مفصلية للشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر المجيدة، مضيفاً أن اتفاق جوبا هو الذي أوقف صوت البندقية وجعل الحوار ذا قيمة داعمة لاستكمال السلام في السودان، مبينا أن هذا الاتفاق يحوي في طياته الكثير من الفوائد ليس للحصر بل للتذكير فيهو خدمة مدنية بنسبة ١٧٪ واعتبرها خدمة يحتاج إليها الخريجون الشباب من بنات وأبناء الشرق، بجانب تأسيس بنك لإعمار الشرق، توقع أن يكون لهذا البنك إسهامات كبيرة في دعم التنمية ومحاورها المختلفة.
الصفقة والكيفية:
نفى داؤد وجود حكومات في السودان عموما وبصفة خاصة شرق السودان باستثناء ولاية القضارف، باعتبار أنها تتميز بإثنيات متعددة، وتباين في الثقافات يؤهلها لتكون نواة حقيقية لعمل قادم في الشرق، قائلا إذا أردنا أن نتحدث عن ميناء أبو عمامة بولاية البحر الأحمر من الذي يحق له في ظل ظروف ليس بها حكومة ولا دستور أن يقود هذه البلاد لعقد مثل هذه الصفقات، منوها أن هذه الصفقات مسؤولية الشعب السوداني والبرلمان القومي والبرلمانات الولائية، مستطرداً مهما كانت النوايا حسنة والفائدة سيكون إيجابي بالنسبة للمواطن، مازالت الشعوب تتساءل عن الكيفية التي تمت بها الصفقة ومع من ؟
مصالح مشتركة:
قال داؤود إنه من الأفضل أن لا ندير الصراع في الفشقة في الوقت الحالي بتوصيف خارج إطار الشعب السوداني، مؤكداً أن الشعبين السوداني والأثيوبي لهما علاقات أزلية تاريخية ذات منافع ومصالح مشتركة تحافظ على استقرار وأمن البلدين، ودعا داؤود إلى ضرورة إدارة الأزمة بحيث تعود الفائدة للشعبين وملكية الفشقة ترجع لأهلها.
الرفض:
أعلن داؤود عن رفضهم التام ككتلة ديمقراطية لأي تدخل أجنبي في الشؤون السياسية الداخلية المرتبطة بمستقبل البلاد، معتبراً أن هذا التدخل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بإمرة من أحزاب سياسية تعقد اتفاقا إطاريا وخلافه لتحدد به مصير أكثر من (٤٠) مليون نسمة، قائلاً إن السودانيين بطبيعتهم يرفضون أي تدخل، أو فرض وصايا دولية مهما كان عائدها على المواطن.