آخر خبر
اخبارك في موعدها

✍️ فاطمة عبدالله .. تكتب: من مذكرات إمرأة حالمة .. !!

“سطوة سلطان
أعتلي كرسي عرشه المكتسي باللون الأسود ، نظر من عليائه نظرة تهكم وتجبر ..كيف لا…وهو السلطان!!!!! بصوت جهوري اهتز له العرش أمر جنوده بمحاصرة قلعة الجسد الواهن،، أحس نادر بوخز حاد بجانبه الأيمن..أمسك بخاصرته، تأوه بألم وبصوت خفيض مرتعش همس لنفسه،، متي سيتوقف هذا الألم؟…اكفهر وجهه من شدة الألم وحالة الإعياء التي يشعر بها،، جلس علي حافة كرسي قديم منتظرآ دوره بصف طويل لمقابلة الطبيب …أغمض عيناه بألم ،، تسللت سهام مسمومة اخترقت قلبه المتعب وتراكضت كريات دمه في غدو ورواح وهي تشعر بإعياء وخمول…. دلف لغرفة الطبيب بعد طول إنتظار….جالت عيناه المرهقة بوجه الطبيب ذو النظرة الحادة …إرتسمت علي وجهه الصبوح إبتسامة واسعة …كان واثقا من نفسه نظرات مرضاه له دائما معلقة بيديه كأنه صانع المعجزات …تفحص مريضه بنظرات ثاقبة ..بصوت قوي سأله : مما تشكو؟؟اجابه نادر.بوهن بالغ …أعاني ألم حاد بجانبي الأيمن وأشار إليه بمكانه ،،، وضع الطبيب يده علي مكان الألم كأنه ساحر يبدأ بشعوذته …بعد إنتهائه من فحصه الروتيني…طالبه بعمل فحوصات ليتأكد من صحة توقعاته . خرج نادر من عنده والألم يزداد اكثر فأكثر وفجأة….أحس كأن نصل حاد انغرس بخاصرته ، فصرخ وهو يسقط مغشيا عليه ..إنها نفوذ السلطان الذي لا رادع له !!!… إنه سلطان المرض ….ولا سواه..أعتي سلاطين العالم واقواهم وأكثرهم سلطة ونفوذ،،، تجمهر الناس حول الجسد الممد بلا حراك…حملوه بسرعة وأصوات همهمات التعجب والقلق آتية من الحاضرين …أعادوه لغرفة الطبيب ثانية …تراكضت الأرجل جيئة وذهابآ في محاولة مستعجلة لإسعاف نادر الشاب٣ الثلاثيني العمر …النحيل الجسد غائر الأعين .شاحب اللون….. بعد محاولات شتي من الطبيب لايقاظه فتح عيناه المرهقتان وهمس للطبيب بصوت خافت ..ماذا حدث؟؟..ما الأمر؟؟..اجابه مطمئنا …لا شئ…انت الآن بخير ..ثم حول نظره نحو المظروف الأزرق الذي جلبته الممرضة …تمعن بأوراق فحوصاته التي أجريت له وهو نائم …تغيرت ملامحه …قطب جبينه وهز رأسه بأسف واضح…… تدثر الأفق بلون أسود قاتم السواد كان يوم شبيه بليلة وداع مؤلم للأحبة،،، سكون يلف المكان يشعر النفس بوحشية الفراق….نسمات باردة اقشعر لها بدنه المنهك…هذا المساء ذكره بذلكم اليوم الرهيب حينما نظر إليه الطبيب نظرة عطف وشفقة أدرك حينها ماخلف تلك النظرة ..بلا مقدمات كثيرة …قال له الخير الصاعق….يا ابني: انت مصاب بمرض عضال أنه السرطان..داء العصر ……..وقعت كلماته علي مسامعه كالصاعقة..أحس بخفقات قلبه تتسارع، كأنه بسباق عنيف مع عقارب الساعة،، شعر بيأس عارم وبإعياء شديد..حينها خرج من عند طبيبه يتخبط ولا يدري الي اين يذهب والرؤية الضبابية تحجب مآقيه عن الطريق..بدت له الحياة كثقب إبرة…كم هي مؤلمة وصغيرة بلحظة اليأس والحزن…..نري جانب الحياة المظلم فقط.! تذكر كل هذا وهو يستنشق عبير تلك الأمسية الباردة..مرت بجانبه قطة صغيرة تمرغت علي رجليه بلطف…ربط علي رأسها مبتسمآ..أجل مبتسمآ..!فقد قرر قضاء ماتبقي من عمره بالإبتسامة وإهداء البسمة أينما حل. هلا ابتسمنا لأجله اعزائي.

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.