آخر خبر
اخبارك في موعدها

فاطمة عبدالله .. تكتب: من مذكرات إمرأة حالمة ” وحشة الفردية”..!!

 

النفس البشرية بالفطرة لا تميل للأرقام الفردية، لأن المعنى الفردي يصيبها بالخوف من الوحدة ، …جميعنا نحتاج لأنيس يؤنس وحدتنا…قد نحتاج أحيانا للإنزواء بعيدا عن الناس كنوع من التأمل والشعور بالراحة والهدوء وإعادة حساباتنا مع أنفسنا….ولكن، كل هذا لايستغرق غير بضع لحظات ربما تمتد لساعات أو حتى أيام اكثر من ذلك يضحي الأمر مجرد رتابة .. ضيق وإختناق .. إنه حال الإنسان …حال النفس البشرية هي لا تريد الوحدة ابدا لوقت طويل، هو تخوف من أمر محتوم سوف. يحدث يوما ما….سيأتيها يوم من المؤكد ستظل وحدها حيث لا انيس ولا ونيس لذلك الفكرة حاليا مرفوضة عقلنا الباطن يرفضها بشدة ، لايستوعبها…ولا يطيقها،… منذ نعومة اظافرنا نسعى دائما لتكوين الصداقات حتى لانشعر بأننا وحيدون….الذين وجدوا أنفسهم رقم واحد في البيت هم أكثر الناس معاناة مع إحساس الوحدة ….عندما نتخطى مراحل الدراسة نبدأ بإسقاط الرقم واحد والبحث عن رقم إثنين وذلك بالتفكير في الحياة الزوجية ،..نظل نبحث عن نصفنا الآخر . نرتعب من فكرة البقاء وحدنا …إنه رهاب الوحدة يلازمنا طول حياتنا…. عاشت نادية طوال حياتها في دائرة الصمت ، يخيل اليها أحيانا انها فقدت صوتها …عندما يخرج صوتها تتحدث بتلعثم كأنها نسيت أحرف الهجاء..ولغة التخاطب..كانت تشعر بحيرة وإحباط ثم تعود لصمتها المميت..دفنت احزانها علي دفاتر أحلامها وكتبت كل ما أرادت قوله ..كانت تكتب بإسهاب ..تثرثر مع صفحاتها بلا توقف …يالها من وحيدة ، اصعب إحساس بالوجود هو الوحدة والأصعب منه غربة النفس وهي بين اهلها واحبابها…نادية الفتاة الرقيقة جميلة الروح والملامح بكل كيانها تشعر بهذا الإحساس القاتل … في يوم غائم ..بديع المنظر توارت شمسه حياءا من غزل النسمات…استيقظت نادية بإحساس جديد ..غير الذي عهدته وسيطر علي تفكيرها لأمد طال ..انبسطت اساريرها بسعادة غامرة ..كأنها وجدت التي ضاعت منها بين أروقة متاهة الزمن …كأنها أضافت لغة جديدة لقاموس اللغات ، كأنها تحادث آلاف البشر علي منبر أحلامها ..كأنها اكتسبت أصدقاء كثر، هذا الإنبساط والشعور بالسعادة لأنها قررت الخروج من قلعة صمتها ووحدتها…. الآن تقف علي حافة طريق طويل ممتد أمامها تفترش أرضه ملاييين الأزهار ..وخطت اولي خطواتها وهي ترنو لعالمها الجديد ..عالم ينبض بالحياة ..به كل الصخب ..والهدوء ….وكل متناقضات الحياة …… الآن تدرك أن الحياة بالناس ومع الناس ….وما الوحدة سوي موت بطيئ…يحدونا نحو موت ابدي …. فلنعش حياتنا بمعني الحياة احبتي

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.