رئيس وحدة الإدمان بالسلاح الطبي مقدم كوثر مصطفى: التعاطي يتم في الخفاء.. والرقابة يجب أن تكون قومية أكثر من مجتمعية
الوصمة الإجتماعية من أكبر العقبات أمام تلقي العلاج.. وأحيانا الأب يتمنى موت ابنه من الحالة التي يصلها
رئيس وحدة الإدمان بقسم الأمراض النفسية بالسلاح الطبي مقدم كوثر مصطفى حمزة ل (القوات المسلحة) 2-2:-
هذه هي الأعراض الإنسحابية التي يتخوف منها الشباب.. والعلاج لا يستغرق أكثر من أسبوعين
أصبحت كثير من الجرائم بما فيها القتل تتم بواسطة مدمني الآيس تحديدا
وحدة الإدمان بالسلاح الطبي مستعدة لإستقبال الحالات المدنية.. وما ناخذه من المرضى هو تكلفة العلاج فقط
حوار: أم سلمة العقاب
ملاحظ أن معظم الشباب في الجامعات يدخلون في دائرة الإدمان بواسطة أصدقاء السوء كيف يمكن أن يكون للجامعات دور رقابي على الشباب..؟
المراقبة صعبة، إذا من السهولة أن نراقب الأشخاص الذين يروجون للمخدرات ما كان الأمر وصل هذه المرحلة لأنها من الممنوعات وعندما تتم تكون في الخفاء لكن الكنترول على هذه العملية يكون بغرس القيم في الأبناء، الذي يعطي الشباب ليجربوا هو يحصل على فائدة منهم فبعض الشباب أصبح سمسار ليحصل على ثمن الحبوب المخدرة مثلا هنالك من يتناول ثلاثة وعشرون حبة ترامادول في اليوم يحصل على ثمنها من نسبته في المبيعات لذلك من مصلحته توسيع دائرة البيع للمتعاطيين دور الجامعات يكون في عمل كبسولات توعوية، وفي تقديري الرقابة يجب أن تكون قومية أكثر من مجتمعية بمنع المخدر من الدخول للبلاد، المكافحة تتم بثلاثة مستويات المستوى الأول خفض العرض بتنشيط حملات القبضيات وتنشيط سبل ضبط المخدرات ومنعها من الدخول إلى البلد القيام بحملات حرق الحظائر، وللأسف أصبحت هنالك شتول في البيوت والبيوت المحمية، لذلك لابد من تنشيط القوات عموما في جانب القبضيات هذا خفض العرض، المستوى الثاني خفض الطلب وهذا يكون بنشر التوعية والارشاد والتوجيه وهذا منوط به الإعلام والأئمة والدعاة وزارة التربية والتعليم ووزيرة التعليم العالي المرشدين النفسيين يجب أن يقدموا ندوات ومحاضرات تشارك فيها شخصيات قومية وممثلين وفنانين وغيرهم للحديث عن المخدرات وآثارها على المجتمع لأنهم قدوة للآخرين الان نجد الشباب لديهم فنان معين يتأثرون به، لذلك يجب عليهم تقديم كبسولات كتلك التي كانت في التوعية بفيروس كورونا، المستوى الثالث العلاج، الان نعاني في مسألة علاج المدمنيين، هنالك ضعف في المراكز وتكاد تكون قليلة جدا وبتكلفة عالية صحيح علاج الإدمان مكلف لكن إذا تم وضع الأمر في الإعتبار من ناحية إنسانية يمكن أن يتم إدخاله ضمن التأمين الصحي أو يتم دعمه مثل الملاريا مثلما كانت هنالك منظمات عالمية دعمت الملاريا يمكن أن يكون هنالك دعم عالمي لعلاج الإدمان حتى لا يضيع هؤلاء الشباب بمعنى إذا هنالك مركز يوفر العلاج ب٣٠ الف يمكن أن يأتي دعم يوفر العلاج ١٠٪، كذلك من الصعوبات في عملية العلاج الوصمة الإجتماعية ليس لأن ابنك مدمن فهذا عيب لكن عيب ان تسكت عن هذا الأمر حتى يموت وأغلب الشباب يموت بذيادة في جرعات المخدر وأحيانا تكون الأم اكتشفت ان ابنها مدمن والأب يتمنى له الموت ليرتاح منه هذه مشكلة كبيرة يجب أن تتعامل معه مثله مثل أي مريض لذلك لابد من كسر الوصمة الإجتماعية والوصول لأقرب نقطة مساعدة، اغلب الشباب خاصة متعاطيي الآيس أسرهم يتكتمون على الأمر.
معلوم أن مدمني الآيس دائماً ما يدخلون في حالة من الهياج والعصبية هذه الحالة الا تذيد من شفقة الوالدين على أبناءهم .. وبسبب هذه الشفقة أليس هنالك إقبال على العلاج..؟
الأسر تأتي في مرحلة متأخرة جدا بعد أن تصل مرحلة انها تخشى أن تفقد ابنها وللأسف الآيس يضرب الخلايا العصبية والكلى والكبد ويضرب القلب ويؤدي إلى ذبحات صدرية هذا الي جانب المظهر فالايس يخفض الوزن بصورة سريعة جدا يمكن خلال شهر يفقد عشرة في المائة من وزنه أيضا يعمل رشح ومشاكل جلدية كذلك يعمل على تآكل الأسنان واللثة كذلك يؤدي إلى الشلل والرعاش ومشاكل في التركيز، عند تعاطي جرعة الآيس يصعب عليه تقدير المسافات بالتالي بعض الحوادث المرورية تستغرب كيف وصلت هذه العربة لهذا الموقع للأسف عندما يطلبوا المساعدة الطبية يأتوا في وقت متأخر تكون حالتهم تدهورت جدا، الآيس يسبب إدمان من الجرعة الأولى فما بال إذا هو كان يتعاطى هذا المخدر لسنتين أو ثلاثة بالتالي الجسم يكون وصل مرحلة الاعتماد الكامل على هذا المخدر لذلك مثل هذه الحالات حتى إذا تم العلاج الانتكاسة سريعة، لذلك في تقديري إذا ليس هنالك استجابة من الأهل نريد تفعيل خط ساخن للدولة أو نقطة طواريء لإستقبال هذه الحالات حتى إذا دعى الأمر أن نأتي بهم لمراكز العلاج بالقوة لأنه اي مدمن هو مغيب تماما لا يكون لديه الوعي الكافي لطلب المساعدة بالنسبة للسرة هو يحاول تغييبها تماما عن حالته وحتى إذا اغمى عليه بمجرد أن يصحو يمنع اي شخص يقرب منه ويثور وينفعل وحتى عندما يأتوا إليه للمستشفى ويرفض الدخول تجدي أهله يستجيبوا له لأنه لديه عدوانية، الاقبال والاستجابة للعلاج تحتاج لتشجيع، في تقديري كثير من الأسر أبناءهم مدمنين لكن لا يأتوا به للمستشفى لسببين اما كسر الوصمة الإجتماعية وكيف يبادر ويقر أن ابنه مدمن ثانيا هي ضمان الخدمة بالصورة التي يريدها.
أيضا ملاحظ انتشار كثير من الجرائم بما فيها جرائم القتل هل يمكن أن نرجع ذلك للإدمان..؟
اكيد كثير جدا، وانا عملت كثير جدا مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات واخواننا في الشرطة نجد كثير من الجرائم يكون المجرم تحت تأثير المخدرات الآيس تحديدا يعطي احساس بالعدوانية، كذلك يعطي احساس بالثقة بالنفس واحساس بالقوة والأداء البدني، الجرعة منه في الأيام الأولى يعطي الاحساس بصفاء الذهن وحضور بديهة بصورة كبيرة جدا وهذا الذي جعله مرغوب وسط الشباب بصورة أكبر، ارجو لفت الأنظار للشباب في المواكب والتظاهرات هذه قضية مسكوت عنها، إذا لاحظتي لديهم مقدرة على الكر والفر بصورة غير طبيعية لا نريد أن نجمع انهم كلهم تحت تأثير المخدر إذا ليس آيس نوع آخر من المخدرات المنشطة لأن ما يقومون به شي غير طبيعي يجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال ويجب علينا كمجتمع أن نقر بأن هذه القوة غير طبيعية من غير المعقول هذه القوة التي تجعله يفتح صدره للرصاص وهذا هو الاحساس بالثقة والقوة والعظمة التي يمنحها الآيس للمتعاطي بعضهم قال لي نرى تاتشر الكجر مثل صندوق الكبريت بمعنى يستهين بأي قوة أمامه يكون لديه احساس انا لا اقهر هذه هي خطورة الآيس.
هل العلاج متاح في ظل تذايد حالات الإدمان إذا أصبح هنالك إقبال للعلاج..؟
العلاج متاح وقامت وزارة الصحة بتكوين لجنة انا عضو فيها لجنة وضع البروتوكول العلاجي الموحد لأنه كل المراكز العلاجية تعمل كل منها بجانب مختلف وأسعار مختلفة نريد أن يكون البروتوكول العلاجي موحد وتوسيع السعة السريرية ونريد أن تكون المراكز العلاجية على قدر عالي من التأهيل لأنه المدمن يحتاج أن يمكث على الأقل سته أشهر بالمركز لأنه بعد العلاج يكون هنالك إعادة تأهيل ثم إعادة دمج في المجتمع ثم بعد ذلك برامج الرعاية اللاحقة لأن الإدمان هو مرض انتكاسي بالتالي لابد من رعاية لاحقة.
هل من الممكن أن يصل مدمن الآيس للتعافي..؟
اكيد وبسرعة لا تتخيليها، اغلب الشباب يتخوفوا من العلاج الأعراض الانسحابية وهي الأعراض التي تظهر عندما يتوقف المدمن عن التعاطي حيث تبدأ اللهفة والتشوق بعد ذلك تظهر أعراض نفسية وجسمية الأعراض النفسية هي أن يدخل في حالة من الإكتئاب والتوتر والقلق والهياج كذلك يمكن أن يكون هنالك أرق وعدم نوم أو يكون نوم أكثر ويمكن أن يكون هنالك فقدان للشهية أو شهية أكثر هنالك من يدخل في حالة من التشنجات منهم من يصل لحالة نفسية ويمكن أن يهلوس سواء سمعية أو بصرية أو شمية بضعهم تظهر لديه ضلالات ويبدأ يتحدث عن أن فلان قاصدني ويكثر من الأنا ويبرر انه لديه مشكلة مع شخص ما، الأعراض الانسحابية التي يتخوف منها الشباب في بداية العلاج لا تأخذ أكثر من ١١ يوم إلى اسبوعين كحد أقصى بعد هذه المدة يكون الجسم قد تخلص من السموم تماما بعدها ينبغي أن يخضع لبرامج علاجية نفسية تعمل على تقوية الإرادة والعزيمة والرضا عن النفس وغيرها، وتكون هنالك برامج تعمل على حل المشاكل التي كانت سبب في الإدمان سواء أسرية كانت أو اجتماعية، هنالك جانب آخر أن معظم الشباب دون سن الثلاثين يعانون من مشاكل أوقات الفراغ وحب الاستطلاع والمجاملة بعد العلاج يجب الابتعاد عن أصدقاء السوء أو حثهم على العلاج ولابد من ملء أوقات الفراغ بأشياء إيجابية سواء بوظائف أو نشاطات طوعية وغيرها.
حدثينا عن مركز علاج الإدمان بقسم الأمراض النفسية بالسلاح الطبي وهل هو لعلاج حالات الإدمان من العسكريين فقط ام تسمحون بعلاج غير العسكريين.. ؟
تم افتتاح مركز علاج الإدمان بالسلاح الطبي سعته السريرية 18 سرير بأسعار زهيدة جدا ومستعدين لإستقبال الحالات المدنية لأن معظم الناس لديهم انطباع أن هذا مستشفى عسكري ولا يعالجوا غير العسكريين، العساكر لا يتعاطوا الآيس لكن الذين يتعاطون الآيس كلهم من الشباب وللأسف معظمهم صغار سن وفي كل مرة يدخل إدمان الآيس في إعمار أصغر، الوحدة العلاجية للأمان في السلاح الطبي فيها استشاريين واخصائيين نفسيين على مستوى عالي من التدريب، والوحدة مهيأة بصورة جيدة نطمع في الأكثر، كذلك نواجه مشكلة في ضيق مساحة المركز لأن حالات المرضى النفسيين يشاركوننها في المستشفي لأنها اصلا مستشفى للأمراض النفسية لكن اخدنا منهم العنبيرين الشرقيين لعلاج حالات الإدمان بالتالي المساعدة الطبية متاحة والمركز متاح للكل فقط يصبح من الضروري كسر الوصمة الإجتماعية، ونقول لهم مساعدتك علينا، تكلفة العنبر 4 الف في اليوم والمؤسسات الأخرى 30 و35 الف ما نأخذه هو فقط تكلفة العلاج، الوضع خطير جداً، مثل هذه القضايا الناس تحاول تخفيها يجب أن يكون للأسرة والمجتمع والأئمة والدعاة دور في مكافحة المخدرات والإدمان، الندوات وورش العمل والخطب في المساجد لها دور كبير في أنها تنبه الأسر لمراقبة سلوك أبناءهم ونأمل أن تحقق الحملة نتائج جيدة في مكافحة المخدرات