الاعلام هو مرآة أحداث الشعوب، والناقل الصادق لقضايا المجتمعات المصيرية
نعم عاشت الإنقاذ تسعة وعشرون عاماً بسبب الإعلام المأجور ،،، وعندما سقطت كان الإعلام الحر النزيه هو السبب ..!
إذا فالاعلام سلاح ذو حدين، فهو إيجابي وفعال إلى حد كبير اذا ما أحسن استخدامه،، وخطير حد الدمار إذا ما اُسيء التعاطي معه
ولاية الجزيرة من الولايات المشهود لها بكثرة المافيا السياسية وعصابات الخدمة المدنية بالإضافة إلى العديد من الإعلاميين الذين يُجيدون السباحة مع التيار أو ضده وفقاً لما تقتضيه مصالحهم الشخصية
تشهد اروقة الإعلام بالجزيرة هذه الأيام، صراع من نوع غريب، لايشبه سجال رسالة الإعلام المشهودة ، وهو يمكن أن يكون أقرب لصراع (مع،،، أو ضد)
تم في هذا الصراع استخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة،، وخرجت كلمات وعبارات يكاد يعف لسان الرجل السوقي الدهماء عن ذكرها..!
بالتأكيد الكارثة لا تكمن هنا، ولكن اغفال الآلة الإعلامية اواهلها بالجزيرة لضرورة المرحلة، والتنصل من مهامهم الجسام التي تقتضي منهم لعب دور الجهاز الرقابي للمال العام وموروثات الشعب ب في ظل غياب الأجهزة الرقابية المباشرة، بالتأكيد يجردهم من أحقية العمل الإعلامي ويجعلهم مشاركين في كل كارثة أو فساد يحدث في هذه الولاية، بل يجعلهم في خانة المجرمين في حق الوطن و إنسانه
القضايا التي تهم الرأي العام في هذه الولاية كثيرة،، وأكثرها قضايا العبث الإداري والفوضى داخل اروقة المؤسسات الحكومية،، ، ولكن أقلام الحقيقة قليلة تكاد تحسب بعدد الأصابع!!! …
كيان إعلامي متكامل يُسقط من حساباته وتحليلاته ، القضايا البيئية المتردية،، تكدس الباعة الجائلين في الأسواق،، تفشي المخدرات،، العطل التعليمي،، خطة اسكانية تستنذف المواطن قوت يومه ثم تًلغى دون مبالاة ،، سكن رأسي أصبح في تعداد الأموات،، فوضى في مجالات العمل الاستثماري،، صفقات مريبة تتم خارج الوطن،، رحلات علاجية مجانية، وأخرى ترفيهية خارج البلاد وعلى حساب المواطن الذي كاد أن يبيع أبناءه…..
اليست هذه القضايا من أولويات العمل الإعلامي تجليتها ومناقشتها مع أصحاب المصلحة والحق الأصيل، بدلاً من الانجرار وراء صراعات سفه الأمور وسفاسف الحديث،، والتي ربما يكون مخطط لها بشكل جيد من تلك اللوبيهات والشلليات الظلامية بغية اضعاف الآلة الإعلامية …
النقاش حول دار الإعلاميين،، أو من ذهبوا للذكاة،، أو من مارسوا الفاحشة والبغاء أو أولئك الذين يتسولون موائد أهل الثراء… لا أعتقد أن كل ما سبق من سخف أولوية اقلامكم يا هؤلا، ففي تقديري أنها لا تعدو ان تخرج من مصطلح (معارك في غير معترك) ، وبدلاً منها ومن باب الإحترام لذاتكم قبل اقلامكم الأجدر أن تكون الأسئلة والبحوث فيما يهم ويشغل المواطن فهذه رسالتكم المقدسة، وضرورة المرحلة تقضي عليكم ذلك،، فمثلاً وختاماً :
1/ أوضاع التعليم، ومعاش الناس..
2/الأوضاع الأمنية الانية والمستقبلية ومصير أهل الجزيرة في ظل التجييش الغير قانوني على أراضيها.
3/رحلات رأس الولاية إلى الخارج بصحبة عدد من مريديه،،، الأسرار والخبايا
3/قضايا الاستثمار والاعطال فيه
4/الخطة الاسكانية ومبلغ المليار إلا خمسون الذي خرج من دماء البسطاء مصيره ومصير اسكانهم..
5/تكدس أسواق المحليات الرئيسية، البدائل والحلول
6/انتشار المخدرات وتفشي البطالة
والكثير الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي من المفترض تقدم للوالي وحكومته ومن ثم تُطرح اجوبتها للمواطن المأزوم، ليطمئن قلبه على أقل تقدير،، بدلاً من السعي وراء تصفية الحسابات الشخصية وترك حكومة الجهاز التنفيذي تفعل بنا ما تشاء حتى تتفاجأ بهروب الجميع بعد أن تركوها خراباً
سؤالي الأخير .. لقبيلة الاعلام ماذا ارضعتكم الجزيرة لتفعلوا بها ما يفعلون.