آخر خبر
اخبارك في موعدها

مشاريع إقليمية أفروعربية مهمة يمكن أن تحققها ورشة القاهرة للحوار السوداني- السوداني

 

 

كتب : محيي الدين جمعة

 

شهدت القاهرة الأسبوع الماضي تدشين أعمال ورشة الحوار السوداني – السوداني التي تضم أكثر من خمسة كتلة سياسية مدنية سودانية، وبحضور دولي واقليمي مهم، لتناقش قضايا الإنتقال من خلال أوراق حول الإعلان السياسي والأعلان الدستوري وبرنامج الفترة الإنتقالية، والتي ستكون خلاصة لآراء المؤتمرين للوصول إلى وثيقة سياسية ودستورية جديدة لتحكم الفترة الإنتقالية.

 

ونتقدم بالتحية والتقدير لجمهورية مصر العربية حكومةً وشعباً لسعيهم الحثيث لرعاية هذه المبادرة التي جاءت في ظرف مفصلي منذ إسقاط نظام الإنقاذ، ولتسهيل الأطراف ولتقريب وجهات النظر بينهم للوصول إلى وثيقة جديدة، الأمر الذي فشلت فيه الآلية الثلاثية المعنية بهذا، الا إنها انحازت إلى الطرف الآخر، ويعتبر ذلك الموقف غير أخلاقي وغير مسؤول لمؤسسة دولية بهذا المستوى، لعدم مرعاة حساسية الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية المدنية، وهي مسألة تاريخية، وللعلم وبحكم ملاحظاتي أن عدد من مكوني الآلية الثلاثية والرباعية التي أيضا انضمت إلى الطرف الآخر لديهم معرفه سطحيه بالازمة السياسية العميقة. وكان همهم الأساسي هو الاهتمام بمصالحهم الذاتية الآنية، دون الإهتمام بالبعد التاريخي للأزمة السياسية في البلاد بين القوى السياسية. 

 

في يوم أمس تم تقسم الكتل المؤتمرة إلى لجان كمنهج للحوار لمناقشة الإعلان السياسي والدستوري وبرنامج الفترة الانتقالية إلى ١٢ لجنة متخصصة وتم التقسم على أساس التخصص والخبرة والكفاءة والتجربة الطويلة في هذه القضايا مع استصحاب الأخطاء الماضية التي أدت إلى إجراءات ٢٥ اكتوبر. 

 

ونرى أن للورشة أهمية كبرى، خاصة أنها تنعقد في ظروف يشهدها العالم على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي تحولات جيوسياسية مهمة، وهنالك تنافس دولي وإستقطاب إقليمي لتبحث كل دولة لنفسها موطي قدم سواء كان في السودان او في دول الجوار.

 

 ومع ازياد وتيرة الصراع والتنافس الدول في دول لا تمتلك تجربة سياسية طويلة وهي تبدو في مرحلة التكوين والنشاة لتصبح دولة ذات سيادة مستقلة مثل أفريقيا الوسطى وغيرها من دول الجوار الناشئة.

 

وفي هذا السياق يمكن لهذه الورشة الاهتمام بالمشروعات الكبري التي تخص صراع المحاور الإقليمي والدولي، ومن المهم ان يدرج هذا الملف في الورشة لوضع خارطة طريق للسودان للذهاب فيها حالياً وفي المستقبل خاصة أن الاهتمام الدولي بالسودان اصبح كبيراً ولأول مرة يشهد السودان وفد رسمي ومعلن رسمياً وصول وزير خارجية دولة إسرائيل ايلي كوهين. وهو امر يحتاج حقيقية إلى رؤية وطنية للتعامل مع هذه الدول وتحدد رؤيتها تجاه السودان. 

 

ولقد ذهب معظم المتابعين لتحليل هذه الزيارة على أساس اهتمام إسرائيل بالمشروعات الزراعيه، وهو تحليل سطحي لا يؤسس نظرة استراتيجية عميقة تصل البعد الإجتماعي والإقتصادي والأمني والثقافي في العلاقات الخارجية للسودان. 

 

ويمكن ان تخاطب الورشة ايضاً هذه المشروعات الكبرى من خلال تكوين تحالف أفروعربي يضم جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان، وليبيا، وتشاد واثيوبيا، وجنوب السودان وكينيا ويوغندا، وأفريقيا الوسطى…..الخ

لا أعتقد منظومة الايقاد التي الآن فشلت من خلال الآلية الثلاثية ان تلعب دور إيجابي للوصول إلى توافق سياسي، كذلك الاتحاد آلافريقي، ولذلك يمكننا من خلال هذا التحالف الجديد التأثير على الايقاد والاتحاد آلافريقي وكذلك مجلس الأمن. لان ملف السودان أصبح من أهم الملفات الدولية والتي تتطلب تحالف سياسي مدني قوي يستطيع أن يقود ويناقش هذا الملف بالصورة التي تدعم إستقرار بلادنا اقتصاديا واجتماعيا وامنياً.

 

ويمكن ان نستفيد من تجارب إتلافية توافقية أخرى مثل مجموعة البركس والترويكا والاتحاد الأوروبي وغيرها من المجموعات التي توافقت على أساس الدعم الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي.

 

نأمل أن نصل في القريب العاجل إلى توافق سياسي كبير محلي واقليمي ودولي من خلال ورشة القاهرة للحوار السوداني- السوداني تنهي الازمة السياسية وتؤسس واقع متعافي جديد.

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.