وزارة الثقافة والاعلام طائر بلا جناح
اللازم السفير
واقع معاش
في المقال السابق عندما اشترت لضرورة هيكلة الوزارات حتى تتناغم مع إدارتها في كل المستويات الولائية والمحلية ، وزارة الثقافة والإعلام واحدة من الوزارات المهمة و على الرغم من أهمية دورها إلا أنها ظلت منفصلة تمامآ عن قواعدها في الولايات والمحليات و بهذا أستطيع أن أقول لاتوجد وزارة ثقافة وإعلام في كل ولايات السودان عدا ولاية الخرطوم ولم تكن للوزارة هياكل ثابته بالولايات وبعض الولايات بها مايسمى بالمجلس الأعلى للثقافة والاعلام والشباب والرياضة أقل من درجة وزارة ومن هنا بدأ ضياع حقوق قطاعات عريضة من الشباب والرياضة، فضلاً عن الدور الريادي للإعلام وانماط الثقافة والتراث التي تذخر به البلاد ولم يستفاد منه في إدارة التنوع، الذي فشل فيه السياسيين منذ الاستقلال، هناك عدد من الدول تهتم بهذه الوزارات ولها ميزنيات ضخمة إلا في السودان الوزارة الاتحادية معظم جهدها ينصب نحو مجلس والوزاء ورأس الدولة ، وعلاقاتها الفنية والادارية متداخلة مع أكثر من وزارة على المستوى الولائي و ازدواجيات كثير بينها والمجالس وفي بعض الولايات لاتوجد بها مايشير لهذه الوزارة و في بعض الولايات الثقافة والاعلام والشباب والرياضة إدارة تتبع وزارة التربية والتوجيه والبعض منها عبارة عن مجلس أعلى للثقافة والاعلام والشباب والرياضة
وفي ولاية غرب كردفان الثقافة والاعلام والشباب والرياضة عبارة عن إدارة صغيرة تتبع وزارة التربية والتوجيه وهي وزارة متعددة المهام تدير جيش جرار من المعلميين والادارات المختلفة بالضرورة سيكون ذلك خصمآ علي الثقافة والاعلام والشباب الرياضة لاهمية القطاع و هذا الدمج ذاد الحمل علي وزارة التربية والتوجيه، وفي الوقت نفسه أضعف الدور المنوط بالاعلام والثقافة فضلاً عن تطلعات الشباب الرياضي في ظل واقع مؤسسي لا يستطيع ان يخدم آمال الشباب العريضة.
لهذه الأسباب لن تنهض الرياضة ولا الثقافة والاعلام في ظل هذا الوضع مالم تعطي الدولة مساحة أوسع للشباب للاستفادة من طاقاتهم الكامنة بتحقيق اهدافهم المنشودة من خلال بناء المسارح ودور الرياضة وتفعيل دور مراكز الشباب وثقلها بالتدريب المهني والفني ورفع القدرات في مختلف المجالات و هذا لا يتأتى إلا بتحرير هذه الإدارة من الوزارات التقليدية وجعلها وزارات تخدم القضايا الكلية للدولة وتوحيد جهود أبناء الوطن من خلال ماينفذ من مهام هذه الوزارة الفعالة وأن يكون هناك صرف فعلي من الدولة علي هذه الأنشطة….
وبذات القدر علي المستوى المحلي إدارة الثقافة والاعلام والشباب والرياضة تتبع إدارة الصحة والتنمية الاجتماعية، وفي الولاية تتبع إدارة الثقافة والاعلام والشباب والرياضة التي تتبع وزارة التربية والتوجيه ، فبتبعيتها على المستوى المحلي لإدارة الصحة والتنمية الاجتماعية أحدث خللآ في العلاقات الفنية بين المؤسسات مما اقعدها عن دورها لغياب الصرف علي الأنشطة ووجود الكادر الفاعل المختص.
بهذا أرسل رسالة للجهات المسؤله بمجلس السيادة ووزارة الثقافة والاعلام وبوجه الخصوص جراهام عبد القادر وكيل الوزارة اذا اردتم
تهيئة البيئة المناسبة لتطوير الثقافة والتراث الثقافي و تشجيع الإبداع والمنافسة في الميادين الثقافية المختلفة لابد ان تضعوا موضوع هيكلة الوزارة من الاولويات حتي تستطيع التواصل مع قواعدها وتحقيق اهدافها وسط المجتمع حتى لا تصبح الوزارة كاطائر بدون جناح.
وهذا النموذج ينطبق في معظم الوزارات الخدمية بالسودان فهي منفصلة عن القاعدة المحلية تمامآ.