آخر خبر
اخبارك في موعدها

✍️ فاطمة عبدالله .. تكتب: (متاهة بمليون مخرج)..!!

فاطمة عبدالله تكتب: (متاهة بمليون مخرج)..!!

دهاليز ممتدة على مد البصر …أروقة ضيقة وعرة الدروب واخرى ممهدة..واسعة يانعة ..وقفت أمل حائرة ..أيهما تسلك ..ترددت بحيرة فهي خائفة من كل الدروب جربت من قبل المسير ولم تجد مخرج يخرجها من تلك المتاهة لكنها لابد أن تختار ويجب أن لا تقف حيث هي ، تثقالت خطاها سارت الهوينى بين هذا وذاك ، وجاءتها فكرة لما لا تجرب السير بكل الدروب ،ربما تصل ….! أمل ..فتاة سمراء ..بمقتبل العمر ..ملامحها هادئة ليست جميلة ولا بها قبح…إذا امعنت النظر بها هي عادية لكنها جذابة بتقاسيم وجهها شيء ما يجعل الناظر إليها لا يحول ناظريه عنها ، نحيفة القوام …هي ككل النساء…ملامح أنثوية لكنها بعقل كائن لا ينتمي لجنس البشر ..فريدة من نوعها ….عاشت طوال حياتها بمتاهة عقلها …كثيرة التساؤلات حيال كل شيء ولا شيء وبعض الأشياء….نسجت المتاهة داخل عقلها شبكة عنكبوتية ضخمة …سؤال واحد ألح على تفكيرها وغض مضجعها…إلى أين تريد الوصول ..؟

لم تجد الجواب … عالمنا هذا لا يروق لها…ولا يرتقي لمستوى تفكيرها …عالم لا يؤمن بمعنى الحب الرحب ..لا يستحق العيش به …صناعة مجتمعات واعية متحضرة بحاجة لقلب نابض بصدق….ومامعني فكر واعي بإحساس ميت …… نحن لسنا بحاجة لمزيد من سطحية التفكير بماديات الواقع وحتمية العيش وفرضية القضايا بقدر حاجتنا للإحساس بمعني الحياة …بمعني المعاني الجميلة …ومامعني الحياة بلا إحساس بآلام مريض يكابد ألم المرض … ومامعني المسير دون رفيق …ولاي هدف نسير طالما هي فانية……تبسمت امل باعياء من متاهة المتاهة …… ها هو ذا منفذ …يالسعادتها …ركضت نحوه …تخبطت بين جدران المتاهة ..كالأعمي الذي يتلمس طريقه ليعود من حيث بدأ…سارت بلا هدنة علها تصل لذاك الشعاع الذي ترآء لها من بعيد ….أوشكت علي الوصول …و….حين وصلت …خاب املها…فقد كان منفذا يقودها لمتاهة آخري….. وعادت ادراجها بخطي كئيبة، ونسجت العناكب مزيدا من الشباك داخل عتمة متاهة عقلها.

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.