الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية
بـيـــان مـهــم
تتابع الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية، استمرار الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على الرغم من إعلان الطرفين عن هدنةٍ مدتها 72 ساعة، أدت هذه الاشتباكات المتقطعة إلى وقوع العديد من الضحايا والجرحى بين المدنيين نتيجةً لسقوط القذائف في الأحياء السكنية.
إن تبادل إطلاق النار والقتال داخل الأحياء يُعرض حياة آلاف المدنيين للخطر، إضافةً إلى نقص الخدمات الطبية اللازمة وتوقف عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، والعجز عن تقديم الخدمات وانقطاع إمدادات الماء والكهرباء بمناطق مختلفة، وظهور فجوة غذائية كبيرة.
تتزايد المخاطر نتيجة الحرب بإنعدام الأمن، وتزايد المُهددات الأمنية والإنسانية، وانتشار الجريمة من سلبٍ ونهبٍ للمنازل والمواطنين والمحال التجارية والمصانع والبنوك، ما يتطلب أن يتم العمل على إيقاف الحرب فوراً، وتوفير الغوث الإنساني، والحرص على تأمين أوضاع المدنيين وتخفيف حدةِ آثار الاقتتال المتواصلة دون توقف.
ترى الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية أن تسمية القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لممثلين لها لبحث سُبل إطلاق النار ووقف الاشتباكات المسلحة، هي خطوة ولكنها تحتاج عملياً إلى ضماناتٍ حقيقية من الطرفين بوقف العمليات الحربية وإيقاف توسع دائرتها.
تنظر الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية إلى الخطاب الإعلامي الموجه والذي يُجرم ويُخون القوى المدنية والسياسية والمجتمعية السلمية الساعية إلى الديمقراطية وتحقيق السلام بشكلٍ مضلل، وهو مؤشرٌ خطير ويعدُ أحد المسببات الرئيسية للحرب الجارية، من خلال تغذية خطاب الكراهية والاستهداف المستمر لقوى ثورة ديسمبر المجيدة، التي تسعى إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي والتحول المدني عبر الآليات المدنية والسلمية.
يُعبر هذا الخطاب الذي يحمل تهديداتٍ معلنة بغلق الحياة العامة والسياسية، وتعزيز الفكر الشمولي عن سياساتٍ وأفكار أسقطها الشعب السوداني بثورةٍ سلميةٍ عظيمة، إن الحرية والسلام والعدالة هي حقوقٌ تم انتزاعها بنضالٍ طويل مدني وسلمي على مدى عقودٍ ولا يمكن التنازل عنها.
تابعنا بكل أسفٍ تصاعد الأحداث بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، والهجمات المتكررة من مجموعاتٍ مسلحة تجاه المدنيين العُزل، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا والجرحى من سكان المدنية، وتخريبٍ مُتعمد طال المؤسسات والقطاعات الحيوية وخاصة المستشفيات، ونعلم تماماً أن هذه الأحداث هي نتيجةٌ مباشرة للحرب الجارية وخطاب الكراهية.
إن آثار هذه الحرب الدائرة حالياً ما لم يتم تداركها ستؤدي إلى نشوب نزاعاتٍ أهلية، تؤدى إلى تمزق النسيج الاجتماعي، وتقود إلى حرب أهلية وفوضى أمنية شاملة.
تدعو الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية جميع السودانيين والسودانيات إلى الاصطفاف وتوحيد الجهود والمواقف لوقف الحرب والنزاعات الأهلية والعمل المستمر على ذلك، كما تدعوهم للانخراط في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم المبادرات الشعبية التي انتظمت في جميع أنحاء البلاد دعماً ومساندةً لجميع المتأثرين من الحرب.