الأديب والفقيه والمفسر شيخ الحبر يغادر الفانية
نعى الناعي اليوم وفاة الدكتور الحبر نورالدائم، وبوفاته انهدم صرح من صروح اللغة العربية في بلادنا، فالراحل يعتبر وريث الدكتور عبدالله الطيب، فقد تتلمذ على يديه وزامله ويشبهه في سلاسة أسلوبه، ولطافة حديثه، وموسوعيته في الشعر والأدب، وذاكرته الحديدية في حفظ أسماء ونصوص شعراء الجاهلية والعصور الإسلامية، وبراعته في الاستشهاد بالشعر الفصيح في الوقت والمكان المناسبين.
شيخ الحبر جمع بين الأصالة والحداثة فمع عمقه في العلوم الشرعية في الفقه والتفسير وإجادته للعربية بكل أقسامها وزعامته لجماعة دينية فقد درس في بريطانيا وأجاد لغتها وأدبها وظل أستاذا في جامعته التي أحبها جامعة الخرطوم.
شيخ الحبر سليل بيت ديني جمع بين القيادة الدينية والأدب ورفد المجتمع برموز دينية وأدبية لها بصماتها في كل ربوع السودان.
شيخ الحبر له صلات اجتماعية مع كل رموز المجتمع وشكل حضورا في المناسبات الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية، وسعدنا بمشاركته لنا في مناسبات هيئة شؤون الأنصار المختلفة خاصة في حقبة التسعينات وقدم مداخلات مهمة نالت احتفاء الحضور.
نعزي أنفسنا وأهل السودان بكل مكوناته في وفاة رمز من رموز العلم والفكر والأدب.
وأعزي أسرته وأخص صديقيّ محمد وعمر الحبر ووالدتهما واخواتهما في هذا الفقد الجلل، كذلك يتواصل العزاء لزملائه وتلاميذه في الدعوة عبر الكيان الذي ينتمي إليه، ونتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة واسعة ويكرم نزله مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد المحمود أبو – القيادي بحزب الأمة القومي