المحبوب عبد السلام يكشف أسرار تسليم «كارلوس» لفرنسا ومحاولة اغتـ ـيال مبارك: «الترابي اعتبره فخاً والأمن السوداني تلقى هدية مسمـ ومة من الأردن»
المحبوب عبد السلام يروي لـ«الشرق الأوسط» كواليس تسليم «كارلوس» من السودان إلى فرنسا وعلاقة الترابي وبن لادن
القاهرة – غسان شربل ـ آخرخبر
ـ كشف الدكتور المحبوب عبد السلام، مدير مكتب الدكتور حسن الترابي السابق وأحد أبرز المقربين منه، تفاصيل غير مسبوقة عن قضية تسليم الفنزويلي الشهير كارلوس إلى فرنسا عام 1994.
مؤكداً أن الترابي وصفه بـ«الهدية المسمـ ومة» التي جاءت من الأردن، وأن السودان وجد نفسه محاصراً دولياً بسبب وجوده في الخرطوم.
وقال عبد السلام، في حوار مطوّل مع صحيفة الشرق الأوسط، إنه كان المترجم بين جـ هاز الأمـ ن السوداني والاستخـ ـبارات الفرنسية خلال المفاوضات التي انتهت بتسليم كارلوس.
مشيراً إلى أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي امتلكت حق استلامه بقرار من الإنتربول.
وأضاف أن «كارلوس دخل السودان بجواز سفر يمني جنوبي مزور تحت اسم عبد الله بركات»، وأن الترابي لم يلتقه أبداً.
موضحاً أن الرجل حاول تقديم نفسه كسياسي إسلامي يعرض خبراته على نظام البشير، لكن القيادة السودانية رفضت التورط في مواجهات مع الغرب، فبدأت اتصالات سرية مع باريس انتهت بتسليمه.
وشرح عبد السلام تفاصيل العملية قائلاً: «خدع الأمن السوداني كارلوس، وأُبلغ بأنه سينقل إلى مكان آمن خوفاً من استهدافه، لكنه نُقل مباشرة إلى المطار وسُلّم إلى الفرنسيين، حيث استيقظ داخل الطائرة على أصوات تتحدث الفرنسية».
وأضاف أن السودان حصل مقابل العملية على «تدريبات وأجهزة مراقبة ليلية من فرنسا».
وفي جزء آخر من الحوار، تطرق عبد السلام إلى العلاقة المعقدة بين الترابي والرئيس عمر البشير، قائلاً إن «محاولة اغـ ـتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 كانت نقطة الانفـ ـجار بين الرجلين»، بعد أن تبيّن أن نائب الترابي آنذاك علي عثمان محمد طه هو من خطط للعملية دون علمهما.
وأوضح أن اجتماعاً عُقد بمنزل علي عثمان شهد خلافاً حاداً، حين اقترح الأخير تصفـ ـية منفذي العملية «لطمس الأدلة»، فرفض الترابي بشدة بينما أيّد البشير القرار، وهو ما مثّل بداية القطيعة بين الشيخ والرئيس، وأعقبه تنفيذ تصـ ـفيات للمتورطين.
كما تحدث عبد السلام عن أسامة بن لادن، مؤكداً أنه كان مستثمراً في السودان قبل أن تتبدل الظروف السياسية عقب محاولة اغـ ـتيال مبارك، ما دفع القيادة إلى «الإذعان الكامل لمتطلبات المجتمع الدولي» وإخراجه من البلاد.
وأشار إلى أن «الترابي حاول دفع بن لادن إلى مراجعات فكرية، لكنه فشل بسبب التحولات السياسية التي زادت من تطـ رفه».
مؤكداً أن الخرطوم في تلك المرحلة «تحولت إلى ساحة تجارب أمنية»، وأن «النظام دفع لاحقاً ثمن استقباله لشخصيات مثيرة للجدل مثل كارلوس وبن لادن».
وفي ختام الحوار، رأى عبد السلام أن السودان لا يزال يعاني من إرث «نظام الإنقاذ»، خاصة فكرة الميليـ شيات التي أفرزت الحـ رب الحالية، قائلاً إن «الحركة الإسلامية أنشأت قـ وات موازية للجيش على غرار الحـ رس الثوري الإيـ راني، وهو ما أدى في النهاية إلى انفجـ ـار الصراع».
