الصين تكشف عن تطوير طائرة عسكرية خارقة تحمل 120 طناً وتتفوّق على “العملاقة الأمريكية C-5M”
بكين – آخرخبر
ـ في خطوة جديدة قد تعيد تشكيل موازين القوة الجوية العالمية، كشفت الصين عن مشروع طائرة نقل عسكرية استراتيجية خارقة بقدرات غير مسبوقة، قادرة على حمل 120 طناً من المعدات والطيران لمسافة عابرة للقارات دون التزود بالوقود، في ما وصفته التحليلات العسكرية بأنه “التحول الأكبر في قدرات النقل الجوي منذ نهاية الحرب الباردة”.
ووفقاً لتقارير نشرتها صحيفة ديلي جالكسي، تسعى بكين من خلال المشروع الجديد إلى تجاوز الطائرة الأمريكية العملاقة C-5M Super Galaxy، التي تُعدّ حتى الآن أكبر ناقلة عسكرية في الخدمة ضمن سلاح الجو الأمريكي.
تصميم ثوري على غرار “جسم الجناح المدمج”
تشير الدراسات الهندسية الصادرة عن مؤسسات بحثية تابعة لقطاع الصناعات العسكرية الصينية إلى أن الطائرة الجديدة ستعتمد على تصميم Blended Wing Body (BWB)، وهو مفهوم يجمع بين جسم الطائرة وجناحيها في سطح واحد، ما يحقق كفاءة أعلى في الرفع وتقليل مقاومة الهواء.
ويُعد هذا التصميم ثورياً، إذ درست وكالة ناسا وشركات طيران غربية تطبيقه لعقود، دون نجاح فعلي في تحويله إلى منصة عسكرية ثقيلة.
وبذلك، قد تصبح الصين أول دولة في العالم تنقل المفهوم من الأبحاث النظرية إلى الاستخدام العسكري العملي.
قدرات تفوق الأمريكية C-5M
وبحسب المواصفات الأولية، ستتمكن الطائرة الصينية من نقل 120 طناً لمسافة 6500 كيلومتر دون توقف، وهو مدى أطول بكثير من نظيرتها الأمريكية C-5M التي يبلغ مداها الأقصى 4150 كيلومتراً.
كما يُقدّر الوزن الأقصى للإقلاع بنحو 470 طناً، ما يضعها ضمن فئة أضخم الطائرات العسكرية في التاريخ إلى جانب الطائرة الأوكرانية الشهيرة An-124.
ويشير تقرير Military Watch إلى أن التصميم يتضمن ذيلًا على شكل حرف V مع محركات مثبتة أعلى الجناحين وأطراف طويلة للأجنحة لتقليل الاضطرابات الهوائية، في ما وصفته فرق التصميم الصينية بأنه “تحسين وفق مبدأ باريتو” لتحقيق التوازن بين الكفاءة والقدرة.
نقل القوة الصينية إلى أي مكان في العالم
ستمنح هذه الطائرة الصين للمرة الأولى قدرة إسقاط قوات أو معدات عسكرية في أي منطقة بالعالم دون الاعتماد على قواعد خارجية، وهو ما شكّل لعقود إحدى ركائز التفوق الأمريكي.
ووفقًا لمصادر أوكرانية، فإن الطائرة يمكن أن تدعم القاعدة الصينية في جيبوتي، أو تُستخدم في نقل المساعدات ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، مع احتمالات لتطوير نسخ متعددة الاستخدامات كالتزويد بالوقود جواً أو القيادة والسيطرة والإنذار المبكر.
مشروع قيد التطوير بسرية عالية
حتى اللحظة، لم تُعرض أي نماذج أولية للطائرة أمام الجمهور، لكن التطوير يجري في شركات “AVIC” ومعهد الأبحاث الهوائية الصيني، ضمن برنامج يوصف بأنه الأكثر طموحاً في تاريخ الصناعات الجوية الصينية.
ورغم أن غياب شبكة القواعد الخارجية قد يحد من نطاق تشغيل الطائرة مبدئياً، يرى محللون أن الصين قد تطلق نسخة تجارية مزدوجة الاستخدام تمهد لتصديرها لاحقاً إلى دول أخرى.
الصين، التي أثبتت كفاءة طائرتها Y-20 خلال جائحة كورونا بنقل المساعدات إلى أوروبا، تدخل اليوم مرحلة جديدة من “القوة الجوية العابرة للقارات”.
ما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على منافسة الولايات المتحدة في سباق النقل العسكري الإستراتيجي.
