آخر خبر
اخبارك في موعدها

بين “التحرير” و”السقوط”: ما الذي شهدته الفاشر حقًّا..؟

بين “التحرير” و”السقوط”: ما الذي شهدته الفاشر حقًّا..؟

بقلم: هاشم ابن عوف – وزير البنى التحتية والنقل الأسبق

متابعة ـ آخر خبر 

ـ بعد ثمانية عشر شهرًا من الحصار، دخلت قـ وات الدعـ م السـ ريع مدينة الفاشر معلنةً أنها “حررتها”.

لكن الناجين من سكان المدينة يقولون شيئًا آخر: الفاشر لم تُحرَّر… بل سقطت. فأين تقف الحقيقة بين الروايتين..؟

الحقيقة لا تُصاغ في البيانات العسكرية، ولا تُعاد كتابتها عبر إعلامٍ يتقن الترغيب والترهيب.

الحقيقة تُكتب على الأرض، في مسارات الهاربين، وفي القرارات التي يتخذها الناس حين تُفرض عليهم بين الحياة والموت خياراتٌ لا تُخطئ البوصلة.

ولو كانت الفاشر “محرَّرة”، كما تقول القوة التي دخلتها، لَهرَع أهلها نحو أقرب نقطة تخضع لسيطرتها والتي لا تبعد سوى 185 كيلومترًا.
لكن ذلك لم يحدث.

اختار المدنيون طريقًا أطول بخمسة أضعاف، يشقّون 828 كيلومترًا كاملة في الاتجاه المعاكس صوب مدينة الدبة، بحثًا عن الأمان في دولةٍ بات الناس يسمونها — بمرارة — “دولة ستة وخمسين”، بعدما اختلط عليهم العدو بالصديق، وصار النجاة نفسها تحتاج إلى حدس وغريزة أكثر مما تحتاج إلى معارف السياسة.

فهل بعد هذا كله يُقال إن المدينة “تحررت”..؟
أم أن الهاربين، بخطواتهم المرهقة ومخاوفهم الصامتة، قد نطقوا بالحقيقة التي حاول البعض إخفاءها..؟

أفلا تعقلون..؟

 

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.