ماهر أبو الجوخ: لا بد من جدة وإن طال السفر
واعتبر ماهر أبو الجوخ القيادي في التحالف السوداني وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أن تعثر وتوقف المفاوضات في منبر جدة بين الأطراف المتقاتلة في السودان في الأسبوع الأول من ديسمبر 2023 حقيقته الأساسية والماثلة أن هذا التعطيل ناتج عن محاولة وفد الجيش السوداني عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه سابقا في مسألة اعتقال القيادات المرتبطة بالنظام السابق بحجة أن هذه القيادات مختفية ولا يمكن الوصول إليها وبالتالي يطالبوا بإعفائهم من مسألة تطبيق هذا الشرط وأبدوا استعدادهم للتوقيع على بقية القضايا التي تم فيها التوصل لاتفاقيات وإحراز تقدم فيها. لذلك أعتقد أن هذا الأمر أمر مفصلي لأن مسألة استكمال إجراءات بناء الثقة هي مسألة رئيسية مرتبطة بإبداء الجدية والرغبة في إنهاء الحرب والاستمرار في التفاوض والإيفاء والالتزام بمتطلبات والتزامات المفاوضات التي يقر بها الطرفين بشكل فردي وبشكل مشترك.
وأضاف ماهر أبو الجوخ في حديث لراديو دبنقا أن هذا العامل الرئيسي وهو بدوره عامل حاسم لأن النقطة المفصلية مرتبطة بوقف تغول وتدخل وتحريض النظام البائد وقياداته على استمرار الحرب وبالتالي اعتقالهم يحمل مؤشر على إنهاء تلك السيطرة ووضع حد لسلوكهم التخريبي وخطابهم التحريضي وخطابهم الحربي. وشدد ماهر أبو الجوخ على أن محاولة إظهار أن القضية الخلافية مرتبطة بالخروج من منازل المواطنين وما شابه ذلك كان مناورة سياسية أكثر من أنها تعبير عن واقع فشل المفاوضات. وتوقع القيادي بقوى الحرية والتغيير أنه بعد فشل هذه الجولة ومن خلال المؤشرات العامة فقد نشهد تصعيد عسكري في عدة محاور وعدة مواقع وهذا مسألة طبيعية نظرا لتعثر المفاوضات. ولكن في خاتمة المطاف هذه الحرب حرب عبثية ولا مجال ولا خيار إلا بإنهائها عبر التفاوض بين الطرفين ولا خيار سوى استكمال ما تم التوصل إليه من تفاهمات في منبر جدة، كما ولا خيار أيضا سوى بداية المسار السياسي الذي يؤسس لإنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام واستدامة تأسيس انتقال مدني ديمقراطي وإعادة تأسيس مؤسسات الدولة السودانية المدنية والعسكرية والوصول إلى مرحلة انتقالية لا تقوم على أي شكل من أشكال الشراكة بين العسكريين والمدنيين وتخضع فيه المؤسسات النظامية والخدمة المدنية وكل مؤسسات للسلطة المدنية وبالتالي لابد من جدة وإن طال السفر.