إثيوبيا تكشف حقيقة تحريك قوات نحو حدود السودان وتؤكد التزامها بسياسة حسن الجوار
أديس أبابا – وكالات، آخر خبر
ـ نفت الحكومة الإثيوبية، اليوم الخميس، صحة التقارير التي تحدثت عن تحركات عسكرية إثيوبية باتجاه الحدود مع السودان، خاصة في منطقة الفشقة الحدودية، التي تشهد بين الحين والآخر توترات ميدانية بين الطرفين.
الخارجية الإثيوبية: لا نشاط عسكري على الحدود
وفي مؤتمر صحفي، قال نبيات جيتاتشو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن بلاده “لا تنفذ أي عمليات عسكرية في المناطق الحدودية مع السودان،” مشددًا على أن إثيوبيا تلتزم بسياسة “عدم التصعيد وحسن الجوار”.
وأضاف جيتاتشو:
“العلاقات مع السودان مبنية على الاحترام والمنفعة المتبادلة، ولا نرغب في توترات حدودية تؤثر على شعوب المنطقة.”
تقارير عن توغل جديد لمليشيات إثيوبية
في المقابل، أفاد مبارك النور، نائب رئيس تنسيقية شرق السودان وعضو البرلمان السابق، بأن مليشيات إثيوبية مدعومة من الجيش الإثيوبي توغلت خلال الأيام الماضية داخل أراضي الفشقة، ومنعت مزارعين سودانيين من فلاحة أراضيهم.
وقال النور في تصريحات لـ”سودان تربيون”:
“هذه المليشيات تمارس عملية تنظيف للأراضي تمهيدًا لزراعتها، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للحدود السودانية، ويعيد التوتر إلى المنطقة.”
عودة الفشقة في 2020
وكان الجيش السوداني قد أعلن في أواخر عام 2020 استرداد نحو 90% من أراضي الفشقة التي كانت خاضعة منذ أكثر من عقدين لسيطرة مزارعين ومليشيات إثيوبية، ما مثّل حينها خطوة محورية في ضبط الحدود الشرقية.
سد النهضة: إثيوبيا تؤكد التزامها بالحوار
وفي سياق متصل، قال جيتاتشو إن بلاده “لا تعتبر سد النهضة تهديدًا لأي دولة”، مشيرًا إلى أن أديس أبابا نجحت في منع إدراج الملف ضمن أجندة مجلس الأمن الدولي، واعتبر أن المشروع “نقطة تعاون وليس صراعًا”.
وأكد أن افتتاح السد سيتم في سبتمبر المقبل، مشددًا على أن بلاده متمسكة بـ”الحوار والتعاون الثلاثي” مع مصر والسودان.
خلفية النزاع
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد القلق الإقليمي والدولي من إمكانية انفجار الأوضاع مجددًا على الحدود بين السودان وإثيوبيا، في وقت لا تزال فيه ملفات ترسيم الحدود وسد النهضة بدون حلول نهائية، وسط دعوات دولية لتفعيل المسارات الدبلوماسية وتفادي التصعيد.