صحفية سودانية تتعرض لأغرب عملية “نهـ ـب” من طـ 9 ـويلة نهارًا بمدينة بورتسودان

بورتسودان على شفا الانفلات.. مشهد يومي يتكرر في وضح النهار

✍️ رشان أوشي | آخر خبر

ـ لم تكن تجربتي بالأمس استثناءً، بل جزءًا من واقع أمني مضطرب تتجه إليه مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة، بخطى متسارعة.

كنت بانتظار موعدٍ ما، وقررت أن أُبدّد الوقت باحتساء فنجان قهوة في أحد المقاهي الشعبية بحي المطار، بالقرب من “ست شاي”.

جلست بهدوء، أخرجت هاتفي من حقيبتي لأجري بعض المكالمات، وما إن رفعته إلى أذني حتى تفاجأت بشخص يقترب من الخلف، ينتزع الهاتف من يدي في لحظة خاطفة، ثم يفرّ هاربًا بأقصى سرعته.

المشهد لم يستغرق أكثر من ثوانٍ، ورغم محاولة بعض المارة ملاحقته، إلا أنه كان قد اختفى.

ما حدث لي ليس حادثًا فرديًا، بل هو جزء من سلسلة حوادث نهـ ب وسرقات متكررة باتت تؤرق سكان المدينة.

ولعلّ الأخطر أن هذه الظواهر تتنامى وسط غياب أمني شبه تام، في وقتٍ تعيش فيه البلاد واحدة من أعقد الحـ روب في تاريخها الحديث.

ذاكرتنا لا تزال تحتفظ بمشاهد الفوضى التي سبقت الحـ رب في الخرطوم: عصـ ـابات “9 طويلة”، والسطو العلني، وأصوات الطلقات التي صارت لاحقًا واقعًا يوميًا.. وما يحدث في بورتسودان اليوم، للأسف، لا يبدو بعيدًا عن ذاك المسار.

إن لم تُتدارك الأمور سريعًا، فقد نجد أنفسنا نعيد ذات المشاهد، بنفس السيناريو، ولكن في مدينة جديدة.