دراسة تبرز قيمة “التواصل الحسي” في “الفالنتاين”
ـ قال الممثل هيو غرانت، في المشهد الافتتاحي لفيلم “لوف أكتشيوالي” (الحب الحقيقي) كيف أنه كلما شعر بالكآبة بسبب حالة العالم، فإنه يفكر في بوابة وصول المسافرين في مطار هيثرو (في لندن)، حيث يرى الأزواج يتبادلون القبلات، والأصدقاء القدامى يحتضنون بعضهم بعضا، والأطفال يبتسمون ويضحكون وهم يقفزون في أحضان والديهم.
حيث تعتبر المطارات أماكن رائعة، لفهم أهمية التواصل الجسدي، كالعناق، والاحتضان، والإمساك بالأيدي، لكن المودة الجسدية موجودة في كل مكان في الحياة اليومية أيضًا، ولسبب وجيه، يُظهر العلم أن المودة الجسدية (غير الجنسية) تنتج أكثر من مجرد لحظات من الفرح، فهي تفيد أيضًا صحتنا العقلية والجسدية.
وتمثل المودة الجسدية واحدة من أكثر الطرق المباشرة والمهمة، التي يتواصل بها الناس في علاقاتهم في جميع أنحاء العالم، على الرغم من الاختلافات بين الثقافات في أفكار الحب والرومانسية.
وذكرت مجلة “ساينس أليرت”، أن الأشخاص في العلاقات العاطفية، يبلغون عن وجود عاطفة جسدية أكثر وثاقة من العازبين، وبراحة أكبر للسماح لشركائهم بالتواصل الجسدي معهم، مقارنة بالغرباء أو الأصدقاء.
وطلبت دراسة من المشاركين في إحدى الدراسات، ملامسة شركائهم أو صديق أو غريب أو ذراع اصطناعية، ففعلوا ذلك بتأن أكثر مع شريكهم
وهناك الآن أدلة قوية تُظهر أن الاتصال الجسدي مرتبط بصحة بدنية وعقلية أفضل، فلقد وجدت إحدى المراجعات لـ “التدخلات اللمسية” – مثل التدليك – في 212 دراسة شملت أكثر من 13000 مشارك، أن اللمس الجسدي أفاد في كل شيء من أنماط النوم، إلى ضغط الدم إلى التعب.
وكانت التدخلات اللمسية مفيدة بشكل خاص، في تقليل الألم والاكتئاب والقلق، كما وجدت العديد من الدراسات أن المودة الجسدية لدى الأزواج، مرتبطة بمجموعة من التأثيرات الفيزيولوجية، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم واستجابات مناعية أفضل.
كما توصلت إحدى الدراسات، حسب ساينس أليرت، إلى أن الأزواج الذين يخلدون للنوم معا، شعروا بسعادة وهدوء أكبر في الصباح، مما يعني أنهم كانوا أكثر عرضة للاستمتاع بصحبة شركائهم.
كما أن المودة الجسدية – بما في ذلك التقبيل، مرتبطة أيضًا برضا أكبر، وتقييمات أفضل للعلاقة بشكل عام، مما يساهم بدوره في تحسين الرفاهية النفسية.
وحتى عندما تحدث الخلافات، يبدو أن العناق يقلل من مستويات المزاج السلبي لدى الأزواج، إن تلقي المودة الجسدية من الشريك يجعلنا نشعر بالقوة النفسية، حيث وجدت إحدى الدراسات، (والكلام لساينس أليرت)، أن النساء أظهرن نشاطًا أقل في أجزاء من الدماغ تستجيب للتهديد عند إمساك يد أزواجهن.
وذكرت المجلة أنه حتى مجرد تخيل لمسة من الشريك، يمكن أن يزيد من استعداد المرء للقيام بمهام صعبة.
كما أن طريقة أخرى للنظر في هذا الأمر، وهي فحص ما يحدث عندما نفقد المودة الجسدية، حيث أظهرت الدراسات، التي اطلعت عليها ساينس أليرت، أن “حرمان اللمس” – غياب اللمس – يرتبط بأعراض أكبر للاكتئاب والقلق، وفي الواقع يرتبط الافتقار إلى المودة الجسدية بانخفاض رضا العلاقة والتوتر والشعور بالوحدة.