أزمة الأضاحي في السودان.. الحرب تهدد طقوس العيد وتدمر قطاع الثروة الحيوانية
الخرطوم – “آخر خبر”
ـ في ظل ظروف استثنائية، يقترب عيد الأضحى في السودان هذا العام محملاً بتحديات غير مسبوقة، حيث تهدد الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السـ ريع تقاليد الأضحية التي تعد ركيزة أساسية في الاحتفال بالمناسبة، وسط انهيار كامل لقطاع الثروة الحيوانية وتضخم جنوني في الأسعار.
كارثة اقتصادية بقطاع المواشي:
– انهيار بنسبة 95% في قطاع الثروة الحيوانية بسبب:
✓ نهب المليـ شيات للمواشي في دارفور وكردفان
✓ قتل الرعاة أثناء الدفاع عن قطعانهم
✓ تدمير المراعي ومنشآت الأمصال البيطرية
– خسائر بقيمة مليار دولار سنوياً من صادرات المواشي
– نفوق أعداد هائلة من الحيوانات بسبب انقطاع اللقاحات والرعاية
أسعار خيالية تصدم المواطنين:
| نوع الخروف | السعر بالجنيه السوداني | السعر بالدولار |
|————|————————|—————-|
| الكبير | 700,000 | 250 |
| المتوسط | 400,000 – 500,000 | 142 – 178 |
| الصغير | 300,000 | 107 |
(بعد أن كان سعر الخروف قبل الحرب 150,000 ج.س/53 دولاراً)
شهادات صادمة من الميدان:
1. حيدر الماحي (عطبرة):
“الأسعار تفوق الخيال.. سأكتفي ببضع كيلوغرامات من اللحم”
2. محمود السر (كسلا):
“فقدنا طقوس العيد.. حتى الزيارات العائلية توقفت بسبب النزوح”
3. محمد عبدالقيوم (تاجر مواشي):
“نخاطر بحياتنا لجلب المواشي من مناطق القتال.. معظمها ينهب أو يموت في الطريق”
تداعيات إنسانية خطيرة:
– تحول الأضحية من شعيرة دينية إلى رفاهية غير متاحة
– انتشار الأمراض بين المواشي بسبب انهيار المنظومة البيطرية
– تهديد الأمن الغذائي مع ندرة البروتين الحيواني
– فقدان مصدر الدخل الرئيسي لملايين الرعاة
هذه الأزمة تمثل جرحاً آخر ينزف في جسد السودان المنهك، حيث تحولت الحرب من تدمير البنى التحتية إلى اقتلاع التقاليد الاجتماعية والدينية من جذورها.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه أول سنة في تاريخ السودان يخلو فيها العيد من صوت الأضاحي وفرحة الأطفال..؟
الجواب يعتمده قرار واحد: إيقاف هذه الحرب العبثية.