من هي د. لمياء عبد الغفار.. وزيرة مجلس الوزراء ذات البصمة في السياسات السكانية والعمل الإنساني
إعداد: السر القصاص
ـ في إطار قرارات تشكيل حكومة “الأمل” التي أعلنها رئيس الوزراء د. كامل إدريس، تم تعيين د. لمياء عبد الغفار خلف الله وزيرةً لمجلس الوزراء، إلى جانب كل من عمر صديق وزير دولة بالخارجية، وسُليمي إسحق وزيرة دولة للشؤون الاجتماعية.
من هي د. لمياء عبد الغفار؟
تُعد د. لمياء واحدة من الكفاءات النسوية البارزة في السودان، بخبرة واسعة في مجالات السكان والتنمية الاجتماعية والعمل الإنساني وتمكين المرأة.
تقلدت عددًا من المناصب المهمة داخل السودان وخارجه، وشاركت في العديد من المحافل الدولية ممثلة لبلادها، كما عُرفت بدورها في صياغة وتنفيذ السياسات السكانية والتنموية.
محطات مهنية بارزة
الأمين العام للمجلس القومي للسكان (2012–2019): قادت خلاله جهود وضع وتنفيذ السياسات الوطنية السكانية ومثّلت السودان في المؤتمرات الدولية.
رئيسة الآلية الوطنية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
مستشارة السياسات للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة.
رئيسة لجنة التدريب والتشغيل بمبادرة “إسناد” لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب في مصر.
رئيسة دائرة المتابعة والتقييم بالمجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم.
مديرة المركز القومي لتدريب المرأة.
الخلفية الأكاديمية
دكتوراه في السوسيولوجيا والسياسات الاجتماعية من جامعة نوتنغهام البريطانية (2010) عن أطروحة تناولت أثر الخصخصة على النساء في السودان.
ماجستير النوع والتنمية من جامعة الأحفاد.
بكالوريوس في العلوم الاقتصادية والاجتماعية من جامعة الخرطوم.
دبلوم عالي في الدراسات الإسلامية.
حضور دولي ورسمي
في يونيو 2024، ألقت د. لمياء كلمة مؤثرة باسم المجتمع المدني السوداني في مجلس الأمن الدولي، حيث استعرضت تداعيات النزاع في السودان، موضحة أن:
ما يقارب 16,650 شخصًا لقوا حتفهم.
نحو 10 ملايين نازح داخل وخارج البلاد.
أكثر من 6.7 ملايين شخص، معظمهم من النساء والفتيات، عرضة للعنف الجنسي والانتهاكات الجسيمة، خاصة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وأكدت أن النزاع دمّر النسيج الاجتماعي والاقتصادي، ودعت إلى تحرك دولي فاعل لحماية المدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
كاتبة وناصحة
في مقال نشرته بتاريخ 8 يونيو 2025، خاطبت د. لمياء رئيس الوزراء كامل إدريس برسالة صادقة جاء فيها:
“يا كامل الأوصاف… أنت تتسلم السلطة في بلد يحيطه الشر من كل جانب… هذه حرب الاستقلال الجديدة، نزف فيها الوطن حتى لفظ أبناءه خارج أرضه…”
ووجهت عبر المقال وصية خاصة:
“أوصيك بالنساء خيرًا… لطالما تمنيت أن تحكم السودان امرأة تشبه بنازير بوتو…”
عودة بعد إقالة
يُذكر أن د. لمياء كانت قد أُعفيت من منصبها كأمين عام للمجلس القومي للسكان في نوفمبر 2019 بقرار من رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك.
وها هي تعود اليوم عبر حكومة الأمل لتتولى أحد أهم المناصب التنفيذية، حاملة معها إرثًا من الخبرة، والالتزام بقضايا التنمية والمرأة والعدالة الاجتماعية.
كلمة أخيرة
تُجسد د. لمياء عبد الغفار نموذجًا للمرأة السودانية المؤهلة لقيادة الدولة في لحظاتها المفصلية.
فهي ليست مجرد مسؤولة، بل خبيرة، مثقفة، ومناصرة للقيم الإنسانية، تحمل في جعبتها رؤى وتطلعات لنهضة السودان، من قلب الأزمة إلى بوابة الأمل.