قضية أسمراني السوداني : “اختبار الحق… وامتحان المواقف”
ـ في كل محنة، هناك ثلاثة أنواع من الناس: من يقف معك، ومن يقف ضدك، ومن يقف على السياج ينتظر النتيجة ليتظاهر أنه كان معك منذ البداية.
قضية “أسمراني” لم تكشف فقط حجم التسرع في إطلاق الأحكام، بل كشفت معدن الناس من حوله.
من المؤسف أن نرى من كانوا يومًا يرفعون شعار “الحق فوق الجميع” ينساقون اليوم وراء موجة الترند، فقط لأن الأجواء الرقمية فتحت باب الشماتة.
المؤلم أكثر أن بعض من وقف أسمراني بجانبهم في أيام ظلمهم، هم أنفسهم من لزموا الصمت أو انضموا لصفوف المهاجمين، وكأن المواقف لا تُقاس بالذاكرة بل بمصلحة اللحظة.
والأغرب أن هناك من اتخذ قضيته مادة لزيادة “الريتش”، وكأن الظلم صار أداة تسويق، والإنسان مجرد عنوان جذاب.
هذه ليست حرية رأي، بل متاجرة رخيصة بوجع الآخرين.
لكن الحق، حتى وإن بدا ضعيفًا في وجه ضجيج الشماتة، لا يمـ وت.
التجارب تقول إن الوقت كفيل بفرز الأصوات: من كان يبحث عن الحقيقة سيبقى، ومن كان يبحث عن مشهد تمثيلي سيغادر مع انتهاء العرض.
هذه ليست فقط محنة أسمراني، بل محنة مجتمع أمام امتحان النزاهة والذاكرة.
من يتخلى عن المظلوم اليوم، يفتح الباب لأن يُترك هو غدًا في مواجهة الظلم وحيدًا.
فليعلم الشامتون أن الظلم لا يدوم، وأن كل كلمة قيلت في غير حق ستعود على صاحبها يومًا، أما المظلوم فله وعد الله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.
اسمراني سوداني باذن الله محنه وتعدي وانت رافع راسك
وعد الحق امين
