الجيش السوداني ينفتح غربًا ويقترب من أبواب “الدبيبات”
ـ أحرزت القوات المسلحة السودانية تقدماً ميدانياً جديداً في ولاية جنوب كردفان، بعدما تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة “طيبة” الاستراتيجية، في تحرك عسكري نوعي يعكس تصاعد وتيرة العمليات العسكرية ضد مليـ ـشيا الدعم السـ ريع في الإقليم المضطرب.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش بات على بُعد نحو 6 كيلومترات فقط من مدينة الدبيبات، أحد أهم مراكز الثقل الميداني لقوات الدعم السـ ريع في جنوب كردفان، مما ينذر بتغييرات كبيرة في خريطة السيطرة على الأرض خلال الساعات المقبلة.
أهمية منطقة طيبة الاستراتيجية
تُعد منطقة طيبة من النقاط الحيوية في جنوب كردفان، كونها تمثل عقدة مواصلات مهمة بين عدد من المحاور القتالية، كما تُشكل ممراً استراتيجياً نحو مدينة الدبيبات، التي تُعد من أبرز معاقل قوات الدعم السـ ريع في المنطقة.
وتكمن أهمية طيبة أيضاً في موقعها الجغرافي الذي يتيح للجيش قطع خطوط الإمداد القادمة من الجنوب الغربي باتجاه وسط الولاية، وهو ما يعني أنها ستكون نقطة انطلاق أساسية لأي عمليات قادمة لاستعادة السيطرة الكاملة على الدبيبات والمناطق المجاورة لها.
تحركات موسعة في جنوب كردفان
ويأتي هذا التقدم ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوداني منذ أسابيع في جنوب كردفان، بهدف استعادة السيطرة على المدن والمواقع التي سقطت في قبضة الدعم السريع، لا سيما بعد تصاعد نفوذ المليشيا في بعض المناطق الحيوية بالإقليم خلال الأشهر الماضية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن القوات المسلحة كثفت من تحركاتها خلال الأيام الأخيرة، وسط دعم شعبي واسع من سكان المنطقة، الذين رحبوا بدخول الجيش وطالبوا بتأمين المناطق المحررة، وعودة الخدمات الأساسية التي توقفت بفعل النزاع.
تمهيد لمعركة فاصلة في الدبيبات
ويرى محللون عسكريون أن اقتراب الجيش من مشارف الدبيبات يمهد لمعركة فاصلة قد تُحدد مصير الوجود المسلح للدعم السـ ريع في جنوب كردفان، خصوصاً مع تزايد الضغوط على الملـ ـيشيا وفقدانها مواقع متتالية في شمال وغرب البلاد.
وأشار مراقبون إلى أن القوات المسلحة تسعى إلى تضييق الخناق على عناصر الدعم السريع داخل الدبيبات، وربما تحاصر المدينة بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة، تمهيداً لعملية اجتياح شامل، خاصة في ظل ما تُشير إليه التقارير من تعزيزات عسكرية وعمليات استطلاع دقيقة في محيط المنطقة.
حالة ترقب شعبي وأمني
وبالتزامن مع التحركات العسكرية، تعيش المنطقة حالة من الترقب والقلق في أوساط المدنيين، الذين يأملون بانتهاء سريع للعمليات المسلحة التي أرهقت الحياة اليومية، وحرمت الآلاف من الوصول إلى الغذاء والماء والدواء.
ووجّهت منظمات حقوقية نداءات بضرورة حماية المدنيين وضمان مرور آمن للنازحين، في ظل توقعات بتزايد العمليات العسكرية في محيط الدبيبات خلال الساعات المقبلة.