السودان ينفّذ أكبر عملية ترحيل للاجئين من الخرطوم
متابعات ـ آخر خبر
ـ أعلن وزير الداخلية السوداني، الفريق خليل باشا، عن بدء تنسيق مشترك بين الوزارة ومعتمدية اللاجئين، لترحيل اللاجئين من دولتي إثيوبيا وإريتريا إلى معسكرات مخصصة في ولايتي كسلا والقضارف، في خطوة تهدف إلى تنظيم أوضاع اللاجئين وتحقيق السيطرة الأمنية والإدارية عليهم.
إجراءات جديدة تشمل لاجئي جنوب السودان
وأوضح الوزير أن القرار يشمل أيضًا اللاجئين القادمين من جنوب السودان، حيث يجري العمل على نقلهم وتجميعهم في معسكرات خارج ولاية الخرطوم، تمهيدًا لإبعادهم عن المناطق السكنية الحضرية التي تأثرت مؤخرًا بتزايد الأعباء الأمنية والخدمية.
ويأتي هذا التحرك في إطار إستراتيجية جديدة لوزارة الداخلية السودانية تهدف إلى معالجة الوضع المعقّد لتوزيع اللاجئين في مختلف ولايات البلاد، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة التي تمر بها الخرطوم وعدد من الولايات.
الشرطة ترصد تورط أفراد مع مليـ شيا الدعم السـ ريع
وفي تطور لافت، كشف مدير عام قوات الشرطة بالإنابة، اللواء محمد إبراهيم عوض، عن رصد عناصر من الشرطة يعملون ضمن مليـ شيا الدعم السـ ريع، مؤكدًا أن الجهات المعنية توصلت إلى أدلة قطعية تثبت انخراط بعض الأفراد النظاميين في التعاون مع التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون.
وشدد عوض على أن هؤلاء الأفراد “لن يفلتوا من العقاب”، مشيرًا إلى أن التحقيقات بدأت بالفعل، وستُتخذ الإجراءات القانونية الرادعة في حق كل من يثبت تورطه.
أبعاد سياسية وأمنية للقرارات الجديدة
ويرى مراقبون أن قرار ترحيل اللاجئين يحمل أبعادًا سياسية وأمنية حساسة، خاصة في ظل تصاعد التوترات في الخرطوم، واتهامات متزايدة بوجود شبكات غير نظامية تنشط تحت غطاء اللجوء الإنساني، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الأمني.
وتسعى السلطات إلى فصل الوضع الإنساني عن المخاطر الأمنية المحتملة، عبر تركيز اللاجئين في مناطق محددة تحت إشراف مباشر من الجهات المختصة، وهو ما يُتوقع أن يخفف من حدة الاختراقات الأمنية.
تساؤلات حول أوضاع اللاجئين في شرق السودان
من جهة أخرى، أثار القرار تساؤلات متزايدة حول مدى استعداد معسكرات كسلا والقضارف لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين، في ظل ما يُعرف عن تلك المعسكرات من ضعف في البنية التحتية والخدمات الأساسية، إلى جانب وجود توترات اجتماعية سابقة في تلك المناطق.
ويُخشى أن يؤدي ترحيل اللاجئين إلى مزيد من التكدس والضغط على الموارد المحلية، ما يستوجب تدخلاً إنسانيًا عاجلاً من المنظمات الدولية لتحسين ظروف الإيواء والمعيشة في تلك المعسكرات.
حملة تطهير داخلي في الشرطة
ويأتي تصريح اللواء محمد إبراهيم عوض بشأن تورط بعض أفراد الشرطة ضمن سياق حملة تطهير داخلي أطلقتها وزارة الداخلية، تستهدف استئصال مظاهر التواطؤ أو الانحراف عن المهام الأمنية الرسمية.
وأكد اللواء أن “هيبة الشرطة لن تُستعاد إلا بتصفية الصفوف من الداخل”، مشددًا على أن الوزارة لن تتهاون مع أي تصرفات فردية تهدد سمعة ومهنية الجهاز.