الجنيه السوداني يواصل الانهيار أمام المصري ويكسر حاجز 63.5 في السوق الموازية
بورتسودان – آخر خبر
ـ في ارتفاع جديد لأسعار صرف العملات، شهد الجنيه السوداني تراجعًا جديدًا أمام الجنيه المصري، ليسجل الأخير 63.5 جنيهًا سودانيًا في السوق الموازية، في سابقة تُعد الأعلى منذ أشهر، وسط اضطراب مستمر في سوق العملات بالبلاد وتزايد الاعتماد على الجنيه المصري في المعاملات اليومية.
وأكدت مصادر مصرفية وشهود في أسواق بورتسودان أن سعر الجنيه المصري ارتفع تدريجيًا منذ مطلع يوليو، مدفوعًا بزيادة الطلب التجاري وتوسع التعاملات النقدية المرتبطة بالسفر والمعاملات الحدودية، في ظل غياب الحلول الاقتصادية والسياسية المستدامة.
سوق غير مستقرة.. وسعر رسمي لا يُعتمد
رغم أن السعر الرسمي في بعض المنصات البنكية لا يتجاوز 12.2 جنيهًا سودانيًا، إلا أن معظم التحويلات المالية تتم خارج النظام المصرفي، ما يعزز سطوة السوق الموازية، التي باتت تتحكم عمليًا في تسعير العملات.
ويشهد السوق تفاوتًا في السعر من منطقة لأخرى، إلا أن متوسط السعر استقر اليوم عند 63.5 جنيهًا سودانيًا للجنيه المصري، ما يعكس حالة من الانهيار المستمر في قيمة العملة الوطنية.
تحذيرات من تفاقم الأزمة
وحذر خبراء اقتصاد من تبعات استمرار المضاربات على العملات الأجنبية في ظل ضعف الرقابة النقدية وغياب الرؤية الاقتصادية، معتبرين أن السوق يشهد حالة “فوضى نقدية” مرشحة للتصاعد إذا لم يتم التدخل العاجل.
وأشاروا إلى أن ارتفاع سعر الجنيه المصري يعود إلى ندرة المعروض، وزيادة التحويلات من المصريين، وتفضيل بعض التجار استخدامه كعملة أكثر استقرارًا، مؤكدين أن الأزمة لا تُحل دون إصلاح سياسي شامل وإعادة هيكلة القطاع المالي.
دعوات لتدخل حكومي عاجل
وطالبت أصوات اقتصادية الجهات الرسمية بوضع خطة إنقاذ شاملة لضبط سوق النقد الأجنبي، تشمل فرض رقابة فعالة على التحويلات، وتشجيع القنوات الرسمية، مع ضرورة تقديم رؤية اقتصادية تُعيد الثقة في الجنيه السوداني وتكبح جماح السوق الموازية.