آخر خبر
اخبارك في موعدها

دخل حيز التنفيذ.. حظر مكالمات واتساب في السودان وجدل واسع حول الأسباب

دخل حيز التنفيذ.. حظر مكالمات واتساب في السودان وجدل واسع حول الأسباب

الخرطوم – آخر خبر

ـ أعلنت شركة زين للاتصالات عن إيقاف خدمة المكالمات الصوتية والمرئية عبر تطبيق واتساب اعتبارًا من الجمعة 26 يوليو 2025، تنفيذًا لتوجيهات جهاز تنظيم الاتصالات والبريد، الذي برر القرار بأنه يأتي ضمن إجراءات احترازية تتعلق بالمهددات الأمنية، حفاظًا على الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد.

الخدمة المحظورة: المكالمات فقط

وأوضح الجهاز أن الحظر يشمل فقط المكالمات، بينما تظل خدمات المراسلة النصية والمشاركة في المجموعات متاحة كالمعتاد دون تقييد.

وقدّم الجهاز اعتذاره للمشتركين عن أي إزعاج ناتج عن القرار، مؤكدًا تقديره لتفهم المواطنين لأولوية مصلحة الوطن في هذا الظرف الحرج.

 

ما وراء الحظر.. أبعاد اقتصادية وأمنية

بينما أُعلن القرار تحت مظلة الأمن القومي، يرى محللون وتقنيون أن الأسباب قد تكون أعمق وأكثر تعقيدًا، مؤكدين أن الضغوط الاقتصادية على شركات الاتصالات لعبت دورًا جوهريًا في هذا التوجه.

ووفق تقديرات خبراء، فقد تكبد قطاع الاتصالات السوداني خسائر فادحة تجاوزت 1.5 مليار دولار منذ اندلاع الحرب، بسبب:

تدمير واسع للبنى التحتية.

انخفاض عدد المستخدمين من 31 مليونًا إلى أقل من 20 مليون.

خروج ولايات دارفور وأجزاء من كردفان من نطاق الشبكة.

الاعتماد المتزايد على الاتصال عبر واتساب بدل المكالمات الهاتفية.

انتشار أجهزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية مثل “ستارلينك”.

القرار.. مزيج من الدوافع

قال المهندس عمار حمودة لـ”راديو دبنقا” إن القرار ناتج عن خليط من العوامل السياسية والأمنية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن:

“السلطات تميل إلى تغليف القرارات ذات البعد السياسي بغلاف اقتصادي، لكن في ظروف الحرب، أصبحت الحجج الأمنية تُطرح بوضوح، بينما يُغفل البعد الاقتصادي رغم حضوره القوي.”

 

رفض نقابي ومخاوف من تقييد الحريات الرقمية

في المقابل، أعلنت مبادرة استعادة نقابة المهندسين السودانيين رفضها للقرار، واعتبرته انتهاكًا مباشرًا لحق المواطنين في التواصل الحر، وتراجعًا إضافيًا في فضاء الحريات الرقمية.

وأكدت المبادرة في بيانها أن:

“الأمن القومي لا يُبنى على الحجب والتقييد، بل على الثقة والمشاركة المجتمعية وتوفير بيئة رقمية متوازنة وآمنة.”

 

ما المتوقع؟

يُتوقع أن تُواجه شركات الاتصالات ضغوطًا جماهيرية متزايدة مع تطبيق القرار.

استمرار الحظر قد يدفع المستخدمين إلى التحايل التقني باستخدام VPN أو التوجه نحو التطبيقات البديلة.

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.