آخر خبر
اخبارك في موعدها

برنامج الأغذية العالمي يحذر من قطع المساعدات عن ملايين الجـ وعى في جنوب السودان بسبب نقص التمويل

برنامج الأغذية العالمي يحذر من قطع المساعدات عن ملايين الجوعى في جنوب السودان بسبب نقص التمويل

متابعة ـ آخر خبر

ـ حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص في جنوب السودان مهددون بفقدان المساعدات الغذائية المنقذة للحياة خلال الأشهر المقبلة، في ظل أزمة تمويل حادة تهدد بوقف العمليات الإنسانية في البلاد.

وقال البرنامج إنه تمكن حتى الآن من إيصال مساعدات غذائية طارئة لأكثر من مليوني شخص منذ بداية العام، إلا أنه بحاجة ماسة إلى 274 مليون دولار لمواصلة دعم 2.5 مليون شخص من الأكثر جوعًا حتى ديسمبر، مشيرًا إلى أن معظمهم لا يتلقون حاليًا سوى نصف الحصة الغذائية المقررة.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت يواجه فيه نحو 7.7 مليون شخص — أي أكثر من نصف سكان جنوب السودان — انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بحسب أحدث تصنيف مرحلي متكامل.

ومن بين هؤلاء، يُصنّف أكثر من 83 ألف شخص في المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، وهي الأعلى، ما يشير إلى ظروف كارثية، لاسيما في ولاية أعالي النيل التي تشهد صراعات عنيفة منذ مارس، أدت إلى تهجير الآلاف وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.

وقال كارل سكَو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي، عقب زيارته الأخيرة للبلاد: “حجم الاحتياج الإنساني في جنوب السودان مذهل، لكن المعاناة هنا لا تتصدر العناوين.

 

لدينا الخبرات والفرق والقدرة على الوصول حتى إلى أبعد المناطق، لكن من دون تمويل كافٍ، تُقيَّد أيدينا”.

وأشار البرنامج إلى أن مناطق مثل ناصر وأولانغ في أعالي النيل معرضة لخطر الانزلاق إلى المجاعة، مع وجود أكثر من 32 ألف شخص يعيشون بالفعل في ظروف المرحلة الخامسة، وسط صعوبات لوجستية واستمرار القتال.

كما زادت الأزمة تعقيدًا بوصول 39 ألف عائد من السودان المجاور، فرّوا من الحرب منذ اندلاعها في أبريل 2023، ليصل عدد الوافدين إلى جنوب السودان إلى نحو 1.2 مليون شخص، معظمهم يعانون من سوء التغذية والصدمات النفسية.

ويواجه 2.3 مليون طفل في جنوب السودان خطر سوء التغذية، خصوصًا في المناطق المتأثرة بالفيضانات والصراعات مثل بنتيو وأجزاء من ولايتي الوحدة وجونقلي.

ورغم الصورة القاتمة، نجح البرنامج في تحقيق بعض التقدم؛ ففي مقاطعة أورور بولاية جونقلي، تمكّن من تخفيف حدة الجوع الكارثي بفضل إيصال المساعدات بشكل منتظم.

كما ساهم الاستقرار النسبي في عشر مقاطعات أخرى في تحسين الإنتاج الزراعي وتحقيق مكاسب غذائية.

وللوصول إلى المجتمعات المعزولة والمناطق المتأثرة بالنزاع، استأنف البرنامج عمليات الإسقاط الجوي، حيث أوصل 430 طنًا متريًا من الغذاء في يوليو وحده، استهدفت 40 ألف شخص معرضين لخطر المجاعة.

كما انطلقت قوافل نهرية محملة بـ 1,380 طنًا متريًا من الأغذية والإمدادات من مدينة بور نحو أعالي النيل، بعد أشهر من التوقف، في خطوة وصفها البرنامج بأنها الأكثر كفاءة وكلفة.

ويواصل البرنامج كذلك تشغيل خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة، لتأمين وصول الإمدادات إلى سبع وجهات نائية في أعالي النيل، من بينها مابان، مايْوَت، ملكال، وماندينق.

ويزداد الوضع تفاقمًا مع تفشي وباء الكوليرا في أعالي النيل، حيث أشرف البرنامج على نقل 109 أطنان متريّة من الإمدادات الخاصة بمكافحة الكوليرا جوًا لدعم الشركاء الصحيين في ولايتي أعالي النيل والوحدة.

ومع استمرار نقص التمويل، حذر البرنامج من أنه سيضطر لاتخاذ قرارات صعبة في سبتمبر، منها خفض أو حتى وقف المساعدات في أكثر المناطق احتياجًا. وأكد أن قدرته الحالية لا تغطي سوى 30% من السكان الذين يواجهون الجوع الحاد، ما يهدد بانتكاسة خطيرة في المكاسب الإنسانية التي تحققت.

وختم سكَو تصريحه يوم الثلاثاء 22 يوليو، بالقول: “معاناة الأسر في جنوب السودان — سواء المحاصرة بالنزاع أو الغارقة في الفيضانات — كبيرة وطويلة الأمد. حان الوقت لإطلاق إمكانيات هذا البلد”.

 

شاركها على
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.