الأُبَيِّض في مرمى الحـ رب.. هل تتحول عاصمة الصمغ العربي إلى الجبهة المقبلة لقوات الدعـ م السـ ريع..؟
الأُبَيِّض تواجه المجهول.. مخاوف من انتقال الحـ رب بعد سقوط الفاشر
الخرطوم – الشرق الأوسط ـ آخر خبر
ـ بعد سقوط مدينة الفاشر في شمال دارفور، باتت قوات الدعـ م السـ ريع تسيطر فعلياً على معظم ولايات الإقليم الخمس، باستثناء مناطق محدودة ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه في أقصى الشمال الغربي، إلى جانب جيوب صغيرة تابعة لـ«حـ ركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد النور حول جبل مرة.
هذا التحول الميداني الكبير اعتبره مراقبون نقطة مفصلية في مسار الحرب التي تدور منذ أكثر من عامين، إذ غيّر ميزان السيطرة في دارفور وكردفان لصالح «الدعـ م السـ ريع»، ما أثار مخاوف من اندلاع موجة ثالثة من القتال أشد دموية في وسط السودان.
تمدد عسكري نحو الأُبَيِّض
في الأسابيع الأخيرة، حققت قوات «الدعـ م السـ ريع» تقدماً لافتاً في شمال كردفان، بسيطرتها على مدينة بارا الاستراتيجية، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شمال الأُبَيِّض، وامتدت عملياتها إلى أم دم حاج أحمد والزريبة، مع محاولات لقطع الطريق نحو الرهد وأم روابة، في خطوة توحي بمخطط لتطويق الأُبَيِّض من الجهات الأربع قبل الهجـ وم عليها.
وتُعد الأُبَيِّض مركزاً حيوياً لعمليات الجيش السوداني، إذ تضم غرفة القيادة والسيطرة الرئيسية للأعمال القتالية في الإقليم.
كما تشكل عقدة طرق تجارية وزراعية مهمة، وتحتضن أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم، إلى جانب مرور خط أنابيب النفط المتجه من الجنوب إلى ميناء بورتسودان عبرها.
ويؤكد خبراء عسكريون أن سقوط الأُبَيِّض، التي تبعد نحو 600 كيلومتر عن الخرطوم، سيجعل الطريق مفتوحاً أمام «الدعـ م السـ ريع» للتقدم مجدداً نحو أم درمان، وهو هدف سبق أن أعلن قادتها نيتهم تحقيقه.
تحذيرات من معركة كارثية
اللواء المتقاعد كمال إسماعيل قال لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة الأُبَيِّض ستكون أشد فداحة من معركة الفاشر إذا وقعت».
مشيراً إلى أن «الحرب لا رابح فيها»، وداعياً الطرفين إلى وقف العدائيات والانخراط في جهود الآلية الرباعية الدولية لإيقاف الحـ رب واستعادة الاستقرار.
في المقابل، نقلت «سودان تربيون» عن مصادر عسكرية أن هيئة أركان الجيش السوداني أرسلت كبار قادتها إلى غرفة العمليات في الأُبَيِّض، في مؤشر على إعادة ترتيب استراتيجية الدفـ ـاع والهجوم في وسط السودان.
نزوح ومخاوف إنسانية
منظمة الهجرة الدولية رصدت موجات نزوح ضخمة من مدينتي بارا و«أم دم حاج أحمد» باتجاه ولايات النيل الأبيض والخرطوم، بينما تحدثت مصادر محلية عن حركة نزوح مماثلة من الأُبَيِّض تحسباً لتكرار سيناريو سقوط الفاشر، وسط اتهامات لـ«الدعـ م السـ ريع» بارتكاب انتـ ـهاكات واسعة ضد المدنيين.
مخاوف من انقسام السودان
التقدم الميداني لـ«الدعـ م السـ ريع» أثار قلقاً إقليمياً ودولياً من احتمال تقسيم السودان إلى كيانين متنازعين، وهو ما حذّر منه مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، معتبراً أن الانقسام «سيؤثر على أمن البحر الأحمر ويهدد استقرار المنطقة».
أما قائد «الدعـ م السـ ريع» محمد حمدان دقلـ و (حميـ ـدتي)، فقد نفى نية قواته تقسيم البلاد، قائلاً إن «الفاشر ستكون نقطة تحول لوحدة السودان لا لتفتيته»، متهماً استخبارات الجيش بترويج رواية التقسيم.
حـ رب مفتوحة بلا أفق
ويرى محللون أن نقل المعركة إلى كردفان يمثل محاولة من «الدعـ م السـ ريع» لتشتيت تركيز الجيش بعد خسارته الفاشر، بينما يعتقد قادة عسكريون أن الحـ رب دخلت مرحلة «كرّ وفرّ»، وقد تتبدل السيطرة الميدانية في أي وقت.
وفي ظل غياب مؤشرات على حسم عسكري وشيك، يزداد ترجيح سيناريو «حارِب وفاوِض»؛ حيث يسعى كل طرف إلى تغيير موازين القوى ميدانياً قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.
